من المسؤول عن المواهب الكروية؟

 

محمد العليان

يبقى الاهتمام بالقاعدة والمواهب السنية من الأسس والأساسيات والواجبات التي تعتمد عليها الأندية في كرة القدم بصورة كبيرة، فالأندية بمختلف درجاتها ومستوياتها لا يمكنها بأي حال من الأحوال الاستغناء عن القاعدة السنية التي تبقى أولاً وأخيرًا المصدر الرئيسي والممول الأول في جميع الأندية، خاصة من أبنائها.

وعلى مر سنوات سابقة وفي الوقت الحالي، كثرت الآراء والمناقشات حول ندرة المواهب الكروية وعدم اهتمام الأندية بها، وحتى الاتحاد العماني لكرة القدم لم يولي المراحل السنية ومراحل التكوين الأهمية الكافية، من خلال تطوير مسابقاتها المحلية المختلفة لكافة الأعمار؛ حيث يخوض اللاعب تقريبا من 10 إلى 15 مباراه فقط طوال الموسم كاملا، هذا في حالة تأهل فريقه إلى الدور الثاني من المسابقات، أما إذا لم يتاهل فيلعب 10 مباريات فقط على مستوى محافظته! ولهذا دائماً معظم الأندية خاصة في دوري عمانتل، تبحث وتعتمد على اللاعبين الجاهزين من الأنديه الأخرى أو شراء المواهب من أندية الدرجه الأولى وما دون؛ لخطف نتائج وقتية فقط، وبعدها بموسمين يهبط الفريق إلى الدرجة الأولى.

هناك تجارب ومشاهد كثيرة على ذلك على مدى السنوات الخمسة عشرة الماضية، أندية بين هبوط وصعود لعدم قدرتها المالية واستطاعتها الاستمرار في الصرف والدفع وشراء اللاعبين الجاهزين، فضلًا عن النقص في المواهب في معظم الأندية، وخاصة الأندية الكبيرة وعدم الاهتمام بالقاعدة رغم وجود المواهب الكثيرة في كرتنا العمانية، إلا أن الاعتماد على اللاعب الجاهز أصبح سائدًا. وسلبيات هذه الظاهرة أصبحت أكثر من إيجابياتها بشكل ملحوظ في الأندية، وإذا تحدثنا وأشرنا إلى العلاقة بين الأندية وخبراء اكتشاف المواهب والموهوبين، نجدها ضعيفة جدا؛ حيث لا يجد الكشاف كما كان أيام فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، أو المدرب نفسه، علاقة جيدة مع النادي والإدارة؛ لأنه لا يوجد هناك تحفيز مالي أو امتيازات تساعده على البحث ومضاعفة الجهد، فيحضر للنادي وكأنه غريب دون أي اهتمام؛ مما يقلل من حماس وظهور الكشافين في التعاون مع الأندية أو مع أنديتهم. لهذا يجب أن تصبح العلاقة قوية بين الكشاف أو المدرب ومدرس التربية الرياضية في المدارس- والإعدادية (الصفوف 7- 9) خاصة- مع النادي، حيث تعد الأندية الرافد والشريان الرئيسي للمنتخبات الوطنية، وأي نتيجة تتحقق سواء كانت إيجابية أو سلبية للمنتخبات ما هي إلا انعكاس للوضع الذي تعيشه الأندية.

بعض الأندية انتبهت لنفسها وبدأت تهتم بأبناء النادي والتقليل من الاعتماد على جلب اللاعبين من خارج النادي، وكذلك تقليل الصرف المالي الكبير ومنها ما نراه على أرض الواقع مثل نادي ظفار مع المدرب القدير رشيد جابر، حيث يعتمد بشكل أساسي على أبناء النادي من خلال إعطائهم فرصة للعب، وفي الموسم الحالي هناك أكثر من 6 لاعبين أساسيين يشاركون مع الفريق، إضافة إلى نادي النصر؛ حيث نلحظ بداية جيدة لمجموعة من الشباب من أبناء النادي بدأت تنخرط مع الفريق الأول ويتم الاعتماد عليهم، وهذا لا يمنع من التعاقد مع لاعبين من خارج النادي.

وختامًا.. من لا يُفكر بالمستقبل، يبقى بلا مستقبل!