سالم كشوب
خطوة موفقة وأكثر من رائعة ما تبنته وزارة التراث والسياحة بإقامة النسخة الأولى من مهرجان الربع الخالي الذي سيكون خلال الفترة من 23 ديسمبر الجاري ولغاية 8 يناير المُقبل؛ حيث تنشط في العادة سنويًا في مثل هذه الفترات فعاليات موسم السياحة الشتوية الذي يحظى بإقبال ومشاركة من محبي هذا النوع من السياحة التي تنشط في بادية محافظة ظفار.
بعد الاطلاع على برنامج فعاليات المهرجان والمواقع المخصصة لتلك الفعاليات، ندرك حجم العمل المنجز في مكان في الصحراء تم تجهيزه بالتعاون والتنسيق بين وزارة التراث والسياحة وبعض الجهات ذات العلاقة، ومشاركة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال تخصيص ركن خاص بالحرفيات لعرض منتجاتهن، وكذلك الركن الخاص بأصحاب العربات المتنقلة في بعض الأنشطة الاقتصادية كالمأكولات والمشروبات والحلوى العمانية وأدوات التخييم والرحلات، إضافة إلى فعاليات المسرح والفعاليات والألعاب المصاحبة التي بلا شك ستعمل على مزيد من الحماس والتحفيز لزوار هذه التجربة الأولى والتي بلاشك ستتطور وتتحسن للأفضل في النسخ القادمة من عمر المهرجان.
ما لفت نظري وأنا قريب من عملية التجهيزات لمهرجان الربع الخالي، الحراك والنشاط من مختلف الجهات المشتركة في هذا المهرجان، من أجل خلق نسخة أولى تنال القبول والاستحسان، ونحن نتحدث عن تحويل منطقة صحراوية جرداء إلى موقع لإقامة مهرجان مجهز بكافة التجهيزات خلال فترة زمنية وجيزة، مع الحرص على توفير أدوات السلامة وفرق العمل المتابعة الميدانية؛ لضمان سلامة زوار المهرجان. وبالتالي لا بُد من تقدير هذا الحراك الذي طالما كانت هناك مطالبات في السابق من أجل الاستفادة من موسم السياحة الشتوية بالشكل الذي يتناسب مع مختلف المقومات السياحية المتوفرة، ويعمل على جذب المزيد من الزوار، الذين كانت تنقصهم مثل هذه المبادرات، علاوة على كون هذا المهرجان فرصة لجذب استثمارات محلية أو إقليمية أو عالمية لجعل المنطقة واجهة سياحية ليست موسمية؛ بل طوال العام.
مثل هذه الفعاليات والمبادرات تعد فرصة لا تعوَّض لإظهار إمكانيات وقدرات الشباب العماني وتسويق للمشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ سواء في الأنشطة الاقتصادية أو في المجال الحرفي بالذات، بحكم أن السياحة الشتوية بمحافظة ظفار تعد وجهة للكثير من السياح الأوروبيين، ومن ثم يتم عرض وإظهار منتجات حرفية بشكل مبتكر مستفيدين في ذلك من التقنيات الحديثة وبمشاركة مجانية لتلك المشاريع الوطنية التي حرص القائمون على هذا المهرجان أن تكون هذه الفعالية منفذًا تسويقيًا وترويجيًا لهم، في إطار التحفيز والتشجيع للمشاريع الوطنية.
ختامًا.. نتمنى غلق باب المقارنات في هذه التجربة الأولى لمهرجان الربع الخالي، وتقديم المقترحات والملاحظات الإيجابية التي بالإمكان الاستفادة منها في النسخ القادمة من هذه التجربة الجميلة، والتي نطمح أن تكون بداية لوضع مهرجان الربع الخالي ضمن قائمة المهرجانات الإقليمية والعالمية، بتضافر مختلف جهود الجهات ذات العلاقة والمشاركة المجتمعية الإيجابية والنظر إليه كمصدر ليس فقط للترويج والتسويق، وإنما توفير فرص عمل مؤقتة، وانتعاش الحركة الاقتصادية في منطقة الخذف بشكل خاص وولاية ثمريت بشكل عام، ومصدر رزق ودخل للمشاريع الوطنية والشركات الوطنية العاملة في تنظيم الفعاليات والأمور اللوجستية والإعلامية، مع تمنياتنا لجميع القائمين والمشرفين والمشاركين فيه كل التوفيق والتميز والنجاح.