فهد الإسماعيلي.. طموح يعانق السماء

 

حمود بن علي الطوقي

قبل 18 سنة تعرفت على الأخ والصديق فهد الإسماعيلي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تبيان إحدى الشركات الرائدة في مجال التطوير والاستشارات في عالم العقار.

القصة بدأت في فندق قصر البستان؛ حيث كانت وزارة التجارة والصناعة- آنذاك- تحتفل بتسليم كأس حضرة صاحب الجلالة لأفضل خمسة مصانع عمانية وكذلك تكريم الصناعيين والشركات والمصانع التي تلتزم بنسب التوظيف وتُحقق قيمة مضافة في استثماراتها. في تلك الاحتفالية التي حضرها أصحاب السُّمو والمعالي والسعادة ورجال الأعمال والمستثمرين والتي تصنف كاحتفال رسمي حيث يرتدي راعي الحفل وكبار المدعوين البشت والخنجر لإضفاء طابع الرسمية. وعلى هامش هذا الاحتفال أقيم معرض للشركات الفائزة بكؤوس جلالة السلطان وكذلك بالدروع وأيضا الشركات الحاصلة على شهادة التكريم.

كانت الشركات تتنافس لعرض وتسويق منتجاتها. هنا لفت نظري شاب ذو لحية طويلة ترتسم علامات الوقار على هيئته، كان ذلك الشاب الطموح ينتظر راعي الحفل وكبار المدعوين ليمروا بالقرب منه؛ حيث اتخذ ركناً صغيرًا جداً عبارة عن طاولة يعرض فيه مطوية دعائية "بروشور" ويوزع بطاقة تعريفية عن نفسه، مرَّ كبار المسؤولين والضيوف على ركنه المتواضع مرور الكرام، ولم يتوقف أحد للاستماع إليه؛ بل اجتهد لكي يوزع ذلك "البروشور" اليتيم على ضيوف هذا الحفل البهيج .

كصحفي يبحث عن الخبر والتميز، رأيتُ في هذا الشاب المادة الصحفية التي احتاجها، اقتربت إلى ركنه الصغير لكي أتعرف عليه عن قرب، وقال لي "أنا اسمي فهد الإسماعيلي اخترت طريق ريادة الأعمال واخترت عالم العقار وأسست شركة صغيرة في مجال السمسرة العقارية". في ذلك الوقت كان السوق العقاري نشطاً ويحتكر السوق سماسرة من الجنسيات الآسيوية والعربية، ومعظمهم يمكن أن نطلق عليهم تجار الشنطة.

كان الشاب الطموح فهد يعي سيطرة الوافدين على هذا القطاع وكان طموحه أن يحجز له موقعاً في هذا السوق المترامي الأطراف.

حقيقة أعجبت خير الإعجاب بطموح ورؤية وتطلعات هذا الشاب الذي لم يطرق باب الحكومة والقطاع الخاص بل أراد أن يبني لنفسه شركة صغيرة يُديرها حسب ما خطط ورسم لها من أفكار وطموحات. قلت له آنذاك "طموحاتك كبيرة وإمكانياتك صغيرة وستواجهك تحديات عظيمة"، فردَّ بلغة الواثق "ونحن لها ومن سار على الدرب وصل".

نعم كنت أراقب صديقي فهد وبدأت ملامح شركته الصغيرة تتشكل شيئاً فشيئاً فكان يبدأ من الصباح الباكر يبحث عن أعمال ويعقد صفقات وينجح تارة ويتعثر تارة أخرى. ولكنه لم يستسلم، بدأت أرى لوحات تعلق في الفلل والمباني تحمل اسم تبيان، أدركت أن الشاب الطموح فهد قد وضع قدمه في الطريق الصحيح. كبرت الشركة واحتاج من يعاونه، ولأنه الخبير في عمله كان يختار فريقه بإتقان وفضل أن يكون فريقه من الكوادر الوطنية فأصبح العماني في شركة تبيان يعمل في كل الأقسام.

مرت السنوات العشر بحلوها ومرها بنجاحاتها وتعثراتها، وبرزت شركة تبيان كشركة عقارية ذات سمعة طيبة، وأصبحت تقدم خدماتها في هذا العالم الواسع بإخلاص وإتقان وغدت تشارك في المعارض المحلية والخليجية والدولية بل وتحصد جوائز دولية في مجال عالم الاستثمار العقاري.

مؤخرا قدمت له تهنئة عندما رأيته يوقع اتفاقيات مليونية لإدارة الأصول العقارية، وكان لابُد من زيارته فاستقبلتي في مكتبه الأنيق بشارع 18 نوفمبر؛ بناية جميلة أصبحت مملوكة للشركة بعدما تخلص من هم الإيجارات، عرفت المزيد عن مشاريعه المستقبلية، وما أثلج صدري أن فريق العمل الذي يعتمد عليه من كوادرنا الوطنية فيعملون تحت رايته بفكر مستنير.

قلت له مازحًا سوف أرسل لك ابني (علي)، ليتلقى التدريب خلال فترة الإجازة من الدراسة، ورحب بذلك؛ حيث علمت منه أن من بين خطط الشركة توفير فرص التدريب لأبنائنا.

هكذا رسم فهد الإسماعليي خارطة الطريق لشركة تبيان العقارية، واليوم تفتح الشركة أول فروعها بإمارة دبي ليُعلن دخول عالم المنافسة مع كبريات الشركات العقارية الدولية وطموحات فهد كبيرة تتجاوز تلك البقعة؛ بل يهدف إلى تسويق وتصدير علامته التجارية "تبيان" العمانية لتكون ضمن العلامات العالمية وتحجز "تبيان" العمانية مقعدًا في الصفوف الأمامية.

هنيئا لكم أخي فهد هذا التميز والتألق متمنياً لك من أعماق قلبي التوفيق والنجاح وسنظل كصحافة وإعلام داعمين لك ولكل أصحاب الفكر والتميز. فعُمان ولاّدة ولنثق بأبناء عمان.

الأكثر قراءة