سالم كشوب
عضو جمعية الصحفيين العمانية
الزيارة المُنتظرة لصاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، أمير الشباب وصانع رؤية "المملكة 2030"، ليست زيارة عادية لديار السلاطين سلطنة عُمان؛ فهي زيارة فخمة لشخصية يحمل الشعب العماني لها وللأشقاء في المملكة كل معاني المحبة والأخوة الصادقة.
إنها زيارة ستكون محط أنظار العالم بأسره؛ حيث يحل ضيفًا على حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي كانت زيارته الخارجية الأولى للرياض تاكيدًا لقيمة وأهمية المملكة الشقيقة، وبالتالي هو عيد فرح ومحبة في السلطنة لقدوم الأمير محمد بن سلمان، لما سيكون لهذه الزيارة من دور مُهم في الكثير من ملامح التعاون في العديد من المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية ومناقشة العديد من القضايا المشتركة بين البلدين الشقيقين.
سبق هذه الزيارة زيارات متبادلة بين الوفود الحكومية والخاصة بين البلدين في العديد من المجالات لاسيما وما رافق زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله- الأخيرة لمدينة نيوم من إنشاء مجلس التنسيق السعودي العماني والذي يهدف إلى توسيع آفاق التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين وكذلك من خلال مذكرات التفاهم المختلفة التي تم توقيعها والتي تسعى لتحقيق المصالح المشتركة بين السلطنة والمملكة العربية السعودية وتواكبها تطلعات وآمال كبيرة بين الشعبيين لشراكة أكثر فاعلية والاستفادة من مختلف الإمكانيات والفرص في البلدين.
مما لاشك فيه أن زيارة شخصية ملهمة وذات تأثير كبير بحجم الأمير محمد بن سلمان واختياره لسلطنة عُمان، دلالة قاطعة على حرص القيادتين في البلدين على تحقيق مزيد من التعاون والشراكة والتركيز على المجالات التي تنسجم مع رؤية "المملكة 2030" ورؤية "عمان 2040" في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط في الناتج القومي والاستفادة من عوامل القوة في البلدين كالموقع الجغرافي الهام والمتميز والإمكانيات والفرص الواعدة في البلدين من أجل زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، الذي تشير بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في السلطنة أنه بلغ عام 2020 نحو 960 مليون ريال عماني، وهو رقم قابل للارتفاع في ظل انتظار الافتتاح الرسمي لمنفذ الربع الخالي الذي يختصر المسافة بين البلدين لأكثر من 800 كيلومتر مربع، مما سيكون له الأثر الإيجابي في تنشيط الحركة الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى الفرص التي توفرها المناطق الاقتصادية في السلطنة كمنطقة الدقم التي من المنتظر أن تكون إحدى المحطات الهامة لاستثمارات عمانية سعودية مشتركة بخلاف القطاعات الأخرى التي توفر فرصا واعدة نحو مزيد من التكاملية والتعاون الذي ينتظر أن يكون ملموسا بإذن الله على أرض الواقع ويعود بالنفع والفائدة على الشعبين الشقيقين في ظل حرص القيادتين الحكيمتين لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز على مزيد من التعاون والشراكة في مختلف المجالات تعزيزا للشراكة الأخوية بين السلطنة والمملكة.