طريق الباطنة العام

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

طريق الباطنة العام من أهم الطرق في السلطنة تجارياً واقتصادياً وسياحياً، ومن أقدمها وأكثرها استخداما؛ فهو الحلقة الرابطة بين ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة الأكثر كثافة سكانية والعاصمة مسقط والطريق اليومي لجميع ولايات المُحافظتين.. فرغم وجود طريق الباطنة الجنوبي السريع، إلا أنه لا يخدم أبناء المحافظتين سوى في المسافات الطويلة لعدم وجود الطرق الرابطة من ناحية ولعدم جدواه بين ولاية وولاية، ويعتبر الطريق الذي يستخدمه أغلب العمانيون الذاهبون لدول الخليج العربي.

ومع هذه الأهمية الكبيرة فإنَّ الطريق يعاني الإهمال بعد الانتهاء من طريق الباطنة الجنوبي السريع، فقد كثرت به الحفر واستوطنت به التشققات والحواجز الحديدية الفاصلة بين الطريق متكسرة في أغلب الولايات، والخطوط الأرضية في كثير من أجزاء الطريق عفا عليها الزمن وغير ملامحها ولم تعد ظاهرة ولا فاصلة ولا كاشفة في أي جهة تسير، هل اليمين أم اليسار؟ وأغلب من يسير بالطريق يسير بالخبرة والبركة. وزاد الطين بلة ما أحدثه إعصار شاهين من أضرار بالغة أوضحت ضرورة عمل الممرات الإيرلندية الكبيرة لمرور الأودية من جانب، ومرور المركبات من جانب آخر، والكل يتساءل وبعلامات استفهام محيرة ولسان حالهم يقول "لا ندري ما هي أسباب هذا الإهمال؟" وما هي النظرة التي ينظر بها المسؤولين في الوزارة لهذا الطريق الحيوي والمهم؟

الطريق يئن تحت رحمة الاستخدام الكثيف للمركبات بشكل كبير جدًا، ويزيد هذا الأنين مرور الشاحنات التي كسرت ظهره وهشمت إضلاعه، ولم يبقَ منه جزء صالح للاستخدام خاصة الجهة اليمنى منه التي كانت الضحية الأكبر، وقد طالبنا بعد الانتهاء من تنفيذ الطريق السريع بنقل مرور الشاحنات إليه شفقة منِّا على طريق الباطنة العام الذي ظهر عليه الإعياء وباغتته الأمراض من كل حدب وصوب، ورحمة منِّا بالمستخدمين الذين يعانون ويصرخون ويستغيثون من ويلات الشاحنات والزحمة والحوادث، فلا الشاحنات نقلت ولا الطريق سلم من أذاها وكان الخاسر الوحيد والأكبر هو المستخدم والقاطن على جانبي الطريق.

إنَّ التشققات والحفر بهذا الطريق لها دور كبير في وقوع الحوادث من ناحية وفي تعطل السيارات وتكسرها من ناحية أخرى، كما إنه من غير اللائق أن يكون أهم الطرق بهذه الحالة من الإهمال، ناهيك أنه الواجهة الأولى للقادمين من دول الخليج العربي، والبوابة الرئيسة الرابطة بين ميناء صحار التجاري والمنطقة الحرة ومنطقة صحار الصناعية وجميع الدول الخليجية ومحافظات السلطنة، كما إن الحفر والتشققات والحواجز الحديدية المتكسرة والتي لم يتم إصلاحها منذ فترة طويلة مشوهة للمنظر الحضاري والتقدم الكبير الذي وصلت إليه السلطنة في مجال الطرق خاصة العامة منها.

وللأسف الجهات المعنية لم تستغل وقت الحظر أثناء جائحة فيروس كورونا الذي استمر شهورًا وتوقفت به الحركة على الطريق؛ حيث كان بالإمكان إجراء صيانة ومعالجة وتأهيل للطريق خلال تلك الفترة. لكن ما يزال الوقت متاحًا لعمل اللازم وإنقاذ حياة الناس من خطر الحفر والشاحنات ومعالجة تكسر الحواجز الحديدية التي دفعت مبالغها أصلًا من خلال شركات التأمين والأفراد المتسببين، وعلى الوزارة معالجة كل أمر على حدة وعدم الانتظار لشهور؛ لأن المنظر مشوه للمنظر العام والحضاري والتقدم الذي وصلت له السلطنة.. ودمتم ودامت عمان بخير.