كم آدم علي بيننا؟!

 

راشد بن سباع الغافري

هذا المقال ليس للترويج للكاتب في العنوان ولا لإصداره الذي رأى النور قبل أيام، وإنما لتسليط الضوء على الكثير من المواهب التي يتمتع بها أبناء هذا المجتمع ولا تجد طريقها إلى العالم الذي يفترض أن تكون فيه.

فخلال مسيرتي العملية ومن خلال انتسابي لبعض الفرق الرياضية والتطوعية أُدرك تمامًا كمّ المواهب التي مرّت بنا والتي تعاملنا معها، وتوقعنا لها مستقبلا باهرا، فقد ظهر لنا خلال تلك السنوات الكثير من المواهب المتنوعة الأدبية منها والفنية والرياضية وغيرها.

إلا أنَّ تلك المواهب التي اكتشفت لم نرها لاحقاً في المكان الذي توقعنا أن نراها فيه،  فبكل أسف قد أفلت حتى قبل أن تبزغ لا لقصور فيها وإنما لأنها لم تحظ بالرعاية الكافية بعد اكتشافها، أو قُل لأنها لم تجد من يُعينها ويوجهها ويضعها على الطريق الصحيح الذي يُوصلها للشهرة المحلية أو الإقليمية أو العالمية.

أصوات ندية استمعنا إليها كنَّا نتصور أنها ستكون في مصاف المنشدين المشهورين أو سيكون لها إصداراتها الفنية أو تسجيلاتها القرآنية التي تحظى بالقبول لكنها وبكل بساطة قد تلاشت.

شخصيات فنية كنَّا نأمل أن نراها تقود المسرح والأعمال الفنية الأخرى التي تليق بتلك المواهب والقدرات التي تتمتع بها، لكنها بمرور الوقت انزوت حتى تلاشت قبل أن تصل لمُبتغاها. مواهب رياضية في مختلف الألعاب تحمسنا لرؤيتها في مصاف العالمية، ولكن للأسف بزغت كشهاب ما لبث أن تشظى حتى انتهى.

في مُجتمعنا العماني هناك دائماً الكثير من المواهب المتجددة التي تحتاج إلى رعاية أسرية ومؤسسية حتى تصل إلى وجهتها، وإلا سيكون حالها كحال من سبقوها إن لم يُتدارك ذلك الأمر، هذا التدارك ليس باكتشافها  فقط وإنما بتقديم الدعم لها ومساندتها حتى بلوغها المكان المشرف لها. وبالعودة إلى السؤال في عنوان هذا المقال فإنَّ الإجابة هي أن هناك الكثيرين من أمثال آدم علي، وهم كنز لهذا الوطن لابُد من استثماره جيدًا. فبين البزوغ والأُفول فرصة؛ إن وظفت عادت بالخير على صاحب الموهبة وعلى مجتمعه وأسرته، وإن لم تنتهز انتهت تلك الموهبة وخسر المجتمع بخسارته لها.

المواهب- وكما كنت وما زلت أقول لأصحابها أنها- قد تكون مصدر دخل ورزق وشهرة لصاحبها إن أحسن توظيفها، وفي هذا المقال أضيف على ذلك أنها قد تكون مصدر دخل لمجتمع ووطن بأكمله، ولنا في المواهب العالمية خير شاهد على ذلك.

والختام هو نداء نوجهه للأسر وأولياء الأمور وإلى من يهمه الأمر بضرورة الاهتمام بالمواهب الناشئة، فمن يدري ربما تصبح يومًا ما فاعلة ومؤثرة إيجابياً في هذا المجتمع، وقدوة لآخرين هم بحاجة لرؤية نجاح من سبقوهم حتى يسيروا على نهجهم.

تعليق عبر الفيس بوك