د. خالد بن علي الخوالدي
في شهر نوفمبر المجيد من كل عام، نستمتع جميعاً بأيام الفرح والسرور، نتشارك التهاني والتبريكات بمناسبة غالية علينا جميعا، مناسبة وطنية نتذكر فيها ما تم إنجازه من منجزات ونشمر عن سواعدنا لنكمل مسيرة البناء والمنجزات التي ترقى بنا وبهذا الوطن الغالي.
إن 18 نوفمبر ليس يوما عاديا في الذاكرة العمانية فهو انطلاقة وطن ومبعث المجد والعز والسؤدد، فهنيئاً لنا المحافظة على هذا اليوم المجيد، وهنيئاً لنا القيادة التي اختارت لنا الاستمرار للاحتفال في هذا اليوم حتى نكون أكثر رسوخا وديمومة في ذكرى المؤسس لنهضة عُمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- طيب الله ثراه-.
إن نظرة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- نظرة ثاقبة وحكيمة لاستمرار احتفال السلطنة بالعيد الوطني في 18 نوفمبر؛ حيث تمثل قمة الوفاء لأعز الرجال وأنقاهم، وتمضي بالأجيال العمانية التي تربت وتعودت على الاحتفال بالعيد الوطني العماني في هذا الشهر الجميل وفي اليوم الأجمل منه يوم 18 نوفمبر ليكون هناك ترابط روحي ونفسي بين الماضي بكل تجلياته وبصماته المشرقة في قلب كل عماني والحاضر المشرق السعيد الذي يستنير فيه الشعب خطى التجديد والتحديث والمحافظة على ما أنجز خلال العقود الماضية.
والاحتفال بيوم 18 نوفمبر يجعلنا جميعاً أمام تحدٍ صعب فكل المعطيات تشير إلى ذلك، والحمل ثقيل على القيادة والشعب فعمان دولة لها ثقلها الحضاري والتاريخي الذي بناه الأجداد جيلا بعد جيل، ولها الحضور العالمي الحديث بكونها دولة السلام والحاضنة له والمجددة فيه والذي هو أيضًا استمرار للنهج العماني الراسخ منذ مئات السنين. وخلال العهد القابوسي المبارك تبوأت عمان المكانة المرموقة عالميا وهي المكانة التي تستحقها، وتطورت الدولة في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والكل يشهد على ذلك ولا يخفى على أحد، وفي العهد الجديد والمتجدد سيكون الحمل أثقل كما قلت على القيادة وعلى الشعب في المحافظة على ما أنجز فكما يُقال الصعود إلى القمة سهل ولكن المُحافظة على ذلك صعب، لذا على الجميع التعاون والتكاتف والتآزر للأخذ بعُمان نحو السُّمو والتطوير والتجديد والعلو والسمو، فمع المحافظة على المنجزات علينا أن نقدم البصمة التي تشهد لنا مستقبلا بأننا أضفنا لبنات جديدة في العهد المشرق لجلالة السلطان هيثم بن طارق وشعبه الوفي.
هذه الاحتفالية النوفمبرية لابُد أن تكون شعلة الانطلاق والعنوان الذي علينا الاستنارة به في تحقيق المزيد من الإنجازات العمانية على المستوى الوطني والخليجي والإقليمي والدولي وعلى المستويات الجماعية والفردية.
اجعلوا الاحتفال بمناسبة العيد الوطني الواحد والخمسين المجيد في 18 نوفمبر الانطلاقة الحقيقية نحو التميز والإبهار المحلي والعالمي فالعالم يتقدم بسرعة مذهلة في كافة النواحي وعلينا مواكبة هذا التقدم والسير بعُمان إلى الأفضل والمجد وتسجيل بصمات تسجل لنا كقيادة وشعب في المستقبل أننا أضفنا إلى الحضارة العمانية التي أبهرت العالم سابقًا، ونحن قادرون على ذلك متى ما كانت الإرادة متحفزة والإخلاص للوطن حاضرا.
وبهذه المناسبة الغالية نتشرف برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- أيده الله- وللشعب العماني الأصيل، داعين المولى سبحانه وتعالى دوام الخير والنمو والتقدم والسمو للقيادة العمانية والشعب والوطن الغالي.
ودمتم ودامت عمان بخير.