"مؤتمر المكتبات" يوصي بتعزيز الاستفادة من الخيارات الرقميّة وتوفير البدائل لخدمة القراء

 

أوصى المشاركون في "مؤتمر المكتبات"، الذي أقيم خلال الفترة من 9 – 11 نوفمبر الجاري، على هامش فعاليات الدورة الـ 40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بتطوير استخدام التقنيات الجديدة وتعزيز الاستفادة من الخيارات الرقمية لتوفير البدائل التي تضمن مبدأ القراءة للجميع، وتعزيز التعاون في مجال توسيع قواعد البيانات بين المكتبات، وتنمية المهارات القيادية للعاملين فيها والنهوض بدورها وتمكين أثرها في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

 

جاء ذلك خلال اختتام أعمال الدورة الثامنة من المؤتمر اليوم الخميس، 11 نوفمبر، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب على مدار ثلاثة أيام، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية، بمشاركة أكثر من 300 أمين مكتبة وخبير دولي من جميع أنحاء العالم، ناقشوا عبر سلسة جلسات حوارية الاتجاهات الجديدة في إدارة المكتبات، والآليات التي واجهت من خلالها المكتبات ظروف الجائحة، والبدائل التي ابتكرتها لمواصلة خدمة القراء من مختلف الفئات.

 

وقال منصور الحساني، منسق عام مؤتمر المكتبات: "تنطلق هيئة الشارقة للكتاب في تنظيمها لمؤتمر المكتبات من رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تجاه النهوض بالمكتبة ودورها، وهذا ما يجعلنا المنصة الدولية الوحيدة في المنطقة التي يلتقي فيها الخبراء والمتخصصون، لمواكبة أحدث تقنيات إدارة المكتبات وتفعيل دورها، فأهمية المؤتمر تتجسد سنوياً في مواكبة التحولات في اتجاهات رواد المكتبات، ومناقشة التحديات التي تواجه المكتبيين في تطوير منظومة أعمالهم، إلى جانب استعراض أبرز التجارب الدولية الناجحة لتعزيز دور المكتبات العامة في مسيرة العمل البحثي والمعرفي والتعليمي"

 

وأضاف: "ناقشت الدورة الثامنة من المؤتمر توجهات جديدة يشكل العمل بها خطوة مهمة لمستقبل المكتبات، خاصة بعد التحولات التي شهدها العالم في وسائل التعليم والوصول إلى المعرفة والكتاب، ونتطلع أن يكون المؤتمر بداية جديدة لمرحلة جديدة من عمل المكتبات في العالم، وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص".

 

واستعرضت جلسات المؤتمر في يومه الختامي، الأدوار التي قامت بها المكتبات العامة لخدمة طلاب المدارس وقطاع التعليم، مع تزايد الاعتماد على التعليم الافتراضي، وتوقفت عند التحديات المستقبلية التي تتطلب مبادرات مبتكرة وشراكات جديدة وتسريع لمشاريع رقمنة الموارد لإتاحتها للقراء.

 

وشهد اليوم الثاني من المؤتمر 7 جلسات حوارية بالإضافة إلى كلمة باتي وونغ، الرئيس المنتخب لجمعية المكتبات الأمريكية، وأمينة مكتبة المدينة في مكتبة سانتا مونيكا العامة في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، وناقشت الجلسات التي شارك فيها عدد من الخبراء ومسؤولي المكتبات إمكانية دمج إطار محو الأمية المعلوماتية في المقررات التعليمية النظامية، في تعاون بين أعضاء هيئة التدريس وأمناء المكتبات.

 

وركز المشاركون في جلسة أخرى على مواجهة التحديات المستقبلية من خلال تعزيز وعي الطلاب، فيما تناولت ريبيكا إل موغريدج، عميد المكتبات الجامعية بجامعة ألباني في نيويورك، المبادرات الناجحة في جلسة "قصة الخدمات الفنية: إيصال القيمة"، وفي جلسة استشرافية نقاش المتحدثون تحديات ومبادرات المكتبات الإلكترونية العامة وأهمية الخبرة العملية في هذا المجال.

 

وتطرق المشاركون في الجلسات الختامية إلى دور الشراكات الاستراتيجية في تقدم المكتبات، وأهمية الموارد الحيوية لدى المكتبات الحكومية، بالإضافة إلى أهمية رقمنة المقتنيات القيّمة للعالم لإنشاء مجموعات التراث وتعليمها وتعزيزها.

 

وتناولت الدورة الثامنة من مؤتمر المكتبات هذا العام مفهوم المكتبة كمكان ومساحة اجتماعية، ودورها في تشكيل التفاعل مع الجمهور خلال أزمة الوباء من زاوية التحديات والفرص، وطُرحت خلال المؤتمر العديد من الأفكار التي بلورت رؤية عميقة لتوسيع دور المكتبات في المجتمع، والعمل على تعزيز استدامة دورها المعرفي

تعليق عبر الفيس بوك