مركبات بلا تعويض

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

khalid1330@hotmail.com

 

نشكر الله سبحانه على لطفه وكرمه بأن كانت الأضرار من جراء الحالة المدارية "شاهين" على هذا الوضع ولم تكن أشد وأخطر وأعنف، كما نشكر كل الجهات الحكومية والخاصة والأهلية والمتطوعين على جهودهم الكبيرة والمقدرة التي قدمت قبل وأثناء وبعد الإعصار، ولكن نود الإشارة إلى أنَّ الأوامر السامية لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- التي أمر بها كمعونة عاجلة 1000 ريال لم تُنفذ بالكامل؛ حيث تمَّ صرفها لفئات دون أخرى، بينما الأوامر كانت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء بأنها للمتضررين.

الواقع الآن أن المعونة العاجلة بعد أن كانت لجميع المتضررين في الولايات المتضررة، انحصرت لمن دخلت المياه إلى داخل منازلهم وأدت إلى تلف أثاثهم وفرشهم وأجهزتهم الإلكترونية والكهربائية. وزارة التنمية الاجتماعية قامت مشكورة بحصر الأضرار التي خلفها الإعصار بعد أيام من الحالة المدارية؛ حيث ساهم المتطوعون وأهل القرى المتضررون منذ اليوم الأول في إزالة الكثير من الآثار الدالة على الأضرار وجاء الباحث الاجتماعي ليجد المكان نظيفًا، وهنا ربما تكون التقديرات غير الدقيقة- لأننا بشر في النهاية- فيمن تصرف له المعونة العاجلة 1000 ريال ومن لا تصرف له، في حين أن الأضرار الكبرى كانت في غرق الآلاف من المركبات التي صرف النظر عن تعويض أصحابها.

لقد انتشرت اتفاقية بين هيئة سوق المال وشركات التأمين على تعويض أصحاب المركبات التي غرقت من جراء الإعصار، ولكن للأسف أتضح فيما بعد أنها فقط خاصة لمن كان تأمينهم تأمينا شاملا وهم فئة قليلة جداً لا تتجاوز 10% من المركبات المتضررة، في حين أن 90% تقريبا حسب الوثيقة لن يتم تعويضهم وهم الذين كان تأمينهم طرفا ثالثا، ولعمري أن الكثير من المتضررين يبكون مركباتهم، فأقل منزل تضررت فيه مركبتان على الأقل، فيما البيوت الكبيرة يصل العدد إلى أربع أو خمس مركبات، وتخيلوا قيمة كل مركبة في حالة التلف الكامل وكم المبلغ الذي سوف يصرف لإعادة تأهيلها وتصليحها فيما لو كانت الأضرار أقل من التلف الكامل؟

هذه الفئة من المتضررين لم ينتبه لهم أحد، فلا وزارة التنمية الاجتماعية سوف تصرف لهم المعونة العاجلة 1000 ريال ولا الهيئة العامة لسوق المال وجدت لهم طريقة معينة للتعويض، فوربك أليس هؤلاء من المتضررين؟ أليس لهم الحق في أن يلتفت لهم ويشعروا بأن هناك من يشعر بما يعانون منه؟ أليسوا مواطنون يجري لهم ما يجري لغيرهم من حقوق؟ ألم نسأل أنفسنا كيف سيذهب أحدهم إلى العمل وإلى مراكز التسوق لتوفير مستلزمات أسرته وقد غرقت جميع سياراته وغمرتها المياه؟ لماذا الذي تلف فراشه تمَّ تعويضه وسيتم تعويضه في كل وقت وحين والذي تعطلت حياته عن الحركة تم التغافل عنه ولم يسأل عنه أحد؟ من سيقف مع من تعطلت مركباته؟ ومن سيعوض من صرف دم قلبه في تصليح ما أغرقه شاهين وغفل عنه كل العالمين؟

المتضررون يجب أن يكونوا كلهم سواسية كأسنان المشط وعليه فإنَّ الآمال معقودة على الجهات المعنية أن تنظر إليهم بعين واحدة وبنظرة شاملة، وألا يتم التغافل عن الأضرار الكبيرة الأخرى التي لم تدخل في قائمة المعونة مثل تعطل المركبات والأبواب والمظلات والانترلوك (الطابوق المتشابك) والمسطحات الخضراء والجدران وغيرها الكثير، ومن غير المنطقي النظر إلى المنازل بحسب عدد الطوابق، إذا طابقين فهو غني ومن ثم غير مُستحق!! وإذا طابق واحد فهو فقير ومستحق! هذه النظرة غير دقيقة ومنافية للواقع، علينا أن ننظر بعين العطف والرأفة والرحمة لجميع المتضررين دون تمييز، فكلهم أبناء هذا الوطن الغالي ويدينون بالولاء والانتماء لقائد النهضة المتجددة مولانا السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ودمتم ودامت عُمان بخير.