كيف تحصل على الوظيفة بسرعة؟

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

أيُّها الباحثون عن العمل.. يا من سهرتم وتعبتم وأسعدتم أهلكم وأسركم بتخرجكم ونيلكم الشهادات الأكاديمية بمختلف التخصصات واصلوا مشوار التعلم فأنتم لا تزالون في محطة الانطلاق.

بالتأكيد أن أي خريج يتطلع للحصول على وظيفةٍ مناسبة وفقًا لمؤهلاتهِ الدراسية وهذا هو المنطق إلا أن الوقتَ يمرُ وقطار العمر يمضي ولابد لأي باحث عن عمل من التسلح بعدد من المهارات والمعارف التي ستجعل منه جاذباً لأرباب العمل بالرغم من المهارات التي خرج بها من المؤسسة الأكاديمية التي تخرّج منها وهذا الأمر ليس بالصعب فسوق التدريب يعجُ بالعديدِ من البرامج التخصصية والمؤهلات المهنية ومنها ما يتطلب الحضور لدى مقر المعاهد ومراكز التدريب ومنها يتم تقديمه عن بعد عبر المنصات التعليمية لهذه المؤسسات، كما إن بعض البرامج مجانية فهناك أيضًا برامج بأسعار رمزية وكلاهما تمنح المتدرب شهادات اجتياز البرنامج وهناك منصات عربية بالإضافة إلى الأجنبية حيث يوجد العديد منها كمنصة (إدراك ورواق وتمكين وندرس وإدكس)، وعدد من البرامج التي تقدمها شركة رؤية الشباب لدعم الباحثين عن العمل كبرنامج تقدر وبرنامج "كفاءة" للإعداد الوظيفي وبرنامج "60 دقيقة" للاستشارات، وغيرها الكثير..

لذا احرص عزيزي الباحث عن العمل على الالتحاق ببعض مثل هذه البرامج في ذات تخصصك أو التخصصات الأخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنَّ حاملي كافة التخصصات الهندسية وتخصصات العلوم الطبية بإمكانهم الالتحاق بالبرامج المهنية في الصحة والسلامة المهنية والبيئة المعتمدة دولياً والتي تقدمها مؤسسات تدريب محلية ودولية معتمدة حضورياً وكذلك عن بعد كبرنامج "أيوش" أو "نيبوش" بفئاتها وغيرها من البرامج الأخرى التي تُعزز من فرصة التعيين السريع لأنها تمنح الباحث عن عمل أكثر من فرصة للتنافس عليها في مجال تخصصه الأكاديمي وتخصصه المهني، وهذا هو التوجه العالمي الجديد فقد يحصل شخص ماء على وظيفة يتم اختياره لها بناءً على مهاراته وليس على مؤهلاته العلمية.

وهناك برامج وعضويات في بعض المجالس العالمية وهو ما يُطلق عليه مصطلح البورد(Board)  في مختلف التخصصات ومنها البورد الخاص بالمحاسبين والمدققين كـ (ACCA) معايير المحاسبة الدولية للقطاع العام وشهادة CIA مدقق داخلي معتمد وFASB عضوية مجلس معايير المحاسبة المالية وهناك أيضًا برامج للتخصصات الإدارية والتصميم والتسويق والإعلام كبرامج كتابة المحتوى الإلكتروني والتسويق الإلكتروني والتسويق بالمحتوى والتصميم وإدارة منصات التواصل الاجتماعي وبرنامج الشهادة الدولية في قيادة الحاسب الآلي وبرامج تطوير اللغة الإنجليزية وبرامج المهارات الحياتية، كإدارة الوقت ولغة الجسد وفن الخطابة ومهارات الإقناع والتأثير وغيرها.

عزيزي الباحث عن العمل.. إن ما تطرقنا إليه يُعتبر جزءًا يسيرًا من عدد لا حصر له من البرامج والدورات التخصصية التي بإمكانك الاستفادة منها وفوق ذلك هناك العديد من الجمعيات الأهلية المهنية والتخصصية في السلطنة بالإمكان تسجيل العضوية لديها والانتساب لها لأجل المشاركة في الفعاليات المجتمعية التي تنفذها لخدمة المجتمع بدعم من بعض المؤسسات الحكومية ومنشآت القطاع الخاص حيث سيتمكن الباحث عن عمل من المساهمة في الإعداد والتحضير لعدد من المشاريع والبرامج التي تنفذها الجمعية المنتسب لها وسيكتسب المتطوع العديد من المهارات وسيزيد ذلك أيضًا رصيده من العلاقات العامة التي بلا شك سترفع من رصيده المعرفي وتمكنه من خوض مقابلات التوظيف بكل ثقةٍ واقتدار.

كما يتوجب على كل باحثٍ عن عمل عدم انتظار التعيين فقط وإنما الاستفادة من أية فرصة عمل سواء مؤقتة أو بعقود العمل لبعض الوقت أو حتى فرص التدريب على رأس العمل، ويمكن للباحث عن العمل أيضًا توظيف مهاراته في اكتساب بعض المال من خلال العمل من المنزل فيما يطلق عليه (Freelancer) فهناك عدد من المواقع الإلكترونية مثل (خمسات، freelancer، upwork) بإمكانك التسجيل خلالها واستلام بعض الأعمال التي بإمكانك تنفيذها وتحصل على مقابل مادي بعد إنجازها.

تذكر أيها الباحث عن العمل أنه لكي تتمكن من التسويق لنفسك بشكل لائق لأجل نيل الوظيفة المناسبة، يتوجب عليك فتح حساب لدى بعض منصات التواصل الاجتماعي كمنصة "لينكد إن"؛ وهي إحدى شبكات التواصل المهنية حيث يمكنك الاستعانة بالدروس المتاحة على موقع يوتيوب لتصميم حساب شخصي بشكل محترف وجاذب تعرض من خلاله أعمالك ومهاراتك وسيرتك الذاتية وتعمل على تصميم هوية شخصية لكي تجعل أرباب العمل من مؤسسات حكومية ومنشآت خاصة يتابعون حسابك ويطلعون على أعمالك، الأمر الذي من خلاله تجعلهم يتعرّفون عليك قبل دخولك مُقابلة التوظيف.

إن مسارات نهل المعرفة واكتساب المهارات لا تتوقف بانتهاء الدراسة الأكاديمية بل هي بداية الانطلاقة ولابد للباحث عن عمل من الاستثمار في الذات لأجل رفع مستوى المعرفة لتعزيز فرص التوظيف من خلال مجموع المهارات المكتسبة من البرامج المهنية بالإضافة إلى المؤهلات العلمية، الأمر الذي يشجع أرباب العمل على اختيار الكفاءات من المتقدين لشغل الوظائف المطروحة للتنافس.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة