أوراق عمل تسلط الضوء على أبرز النماذج النسوية الرائدة بمختلف العصور

تدشين "ويكي نساء عُمانيات".. أول مبادرة لتوثيق سير العُمانيات لإثراء المحتوى الرقمي

الرؤية- مريم البادية

دشن فريق "إبداعات صباحية"- بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبالشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية- مبادرة "ويكي نساء عُمانيات" بمناسبة يوم المرأة العُمانية، وذلك تحت رعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بهدف  توثيق السير لمجموعة من النساء العمانيات في موسوعة "ويكيبيديا" الموسوعة الحرة على الإنترنت.

وأشادت الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية بهذه الخطوة المهمة والإنجاز الواضح الذي يخدم كل امرأة عمانية، مشيرة إلى أن تحمسها للمساهمة في هذا المشروع نبع من أهمية الاعتراف بالجهود العظيمة التي تقوم بها المرأة في كل عصر، وتوثيق هذه الجهود في أهم موسوعة عالمية على الإنترنت. وقالت- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن المرأة العمانية أسهمت بدور رائد وملموس لا يُمكن إنكاره، في تحقيق النهضة والرخاء على مر الأزمان، واصفة نساء عمان بأنهن مثل "الشمس لا يحجبها شيء ولا تتغطى بغربال". وضربت الفارسية مثالاً على ذلك بالقول:"من المعروف أن الجمعيات التعاونية والأعمال التطوعية قامت على أكتاف المرأة.. والعطاء بطبيعته امرأة؛ لذا وجدتُ نفسي مندفعة ومتحمسة للتعريف بدور الرائدات اللائي أسهمن بدور كبير عندما كانت الأمور تتطلب نضالًا ومناضلات من نوع خاص؛ حيث أدرن ظهرهن لحياة الرخاء والنجاح الذي حصدنه في الخارج، فكانت حيواتهن مستقرة بما فيه الكفاية".

وأضافت الفارسية أن مجموعة "نساء ويكي" لا تقتصر على الرائدات وحسب؛ بل ضمت القائمة نساء معاصرات متميزات مثل نظيرة الحارثية ونور بنت حسن الغساني وزهرة العوفية وغيرهن كثيرات.

وأبرزت الفارسية التحديات التي واجهتها القائمات على المشروع، وقالت: "تمثلت التحديات أن نبحث عن مادة مكتوبة عن هؤلاء النسوة مدعومة برابط إلكتروني، وهذا لم يكن متحققًا؛ حيث لم يكن للتكنولوجيا حضور، مما دفعنا إلى البحث عمَّن يكتب عنهن، وحدث ذلك بالفعل، وما زال يُنشر حاليًا العديد من المواد المكتوبة على الإنترنت، بمشاركة جهات عدة، ومنها جريدة الرؤية التي وفّرت لنا مساحة تحت مُسمى "رياحين العطاء"، وهي سلسلة لمقالات متخصصة تسرد سيرة شموس عمانية مضيئة على مر العصور".

وقالت سمية الوهيبية رئيسة فريق مبادرة "صباحات إبداعية" إن هذه المبادرة عالمية انطلقت منذ عام 2015 متمثلة في "ويكي نساء" اختصارًا لموسوعة ويكيبيديا العالمية، وذلك عندما لاحظ مجموعة من المحررين أن المقالات المدونة باللغة الانجليزية عن النساء تمثل 12% فقط مقارنة بأعمال الرجال، لذا نظمت "اليونيسكو" حملة عالمية تدعو فيها إلى المشاركة في تحرير سير النساء في مختلف المجالات بجميع دول العالم. وأضافت أن الهدف من هذه المبادرة، يتمثل في إثراء المحتوى الرقمي للنساء العمانيات المؤثرات في مجالات الثقافة والتعليم والمجتمع والسياسة، من خلال رفع تمثيلهن الرقمي عن طريق النشر الالكتروني، حيث أن واحدة فقط من أصل 5 مقالات في ويكيبيديا هي للنساء، ولذلك نهدف إلى توثيق النساء العمانيات المنجزات في هذه الموسوعة العالمية.

وانطلق التدشين بجلسة تحرير جماعية لإدخال مقالات وسير النساء العُمانيات في "ويكيبيديا" أكبر موسوعة في العالم، وذلك بقيادة عدة خبراء من مؤسسة ويكيبيديا، وقدمت الجهات المختصة بالمبادرة سابقا، ورشة تدريبية للمشاركين في جلسة التحرير الجماعية ، وذلك بهدف تعلم طريقة إنشاء وتحرير محتويات صفحات ومقالات على موقع ويكيبيديا.

واستعرض الحفل مبادرة "صباحات إبداعية" والتي بدأت في يناير من العام الماضي، وهي عبارة عن سلسلة محاضرات صباحية ملهمة تقام في جمعة واحدة من كل شهر وهي مجانية ومتاحة للجميع. وقدمت المبادرة ما يقارب من 18 جلسة في موضوعات مختلفة، وساهمت هذه الجلسات في تعزيز التواصل بين الأفراد في مختلف المجالات بحضور أكثر من 1500 مستفيد ، إضافة إلى برامج أخرى.

وتضمن الحفل أوراق عمل لعدد من العمانيات في مختلف المجالات؛ حيث استعرضت الدكتورة أحلام الجهورية باحثة وكاتبة في التاريخ ورقة بعنوان "المرأة العمانية عبر التاريخ: عطاء وإلهام"، مسلطة الضوء على عدد من المقولات لنساء عمانيات ماجدات في الجانب التاريخي، من بينهن الشعثاء الأزدية والزهراء السقطرية وعائشة الريامية وغيرهن؛ واقترحت إنشاء موسوعة تضم سيرهن وترصد حركة المرأة العمانية عبر التاريخ رصدًا علميًا.

وركزت الورقة الثانية على نساء عمانيات رائدات قدمتها عزيزة الحبسية، وكان من بينهن آسيا الخروصية أول ممرضة عُمانية، تخرجت من الهند وانتقلت بعدها للعمل في مستشفى سمائل،  وشيرين الغمارية رائدة في مجال التربية والتعليم، وهدى الغزالية المدير العام لشؤون المرأة والطفل، وراجحة بنت عبدالأمير و راجحة بنت محمود و عايدة الحجرية و راية الريامية و قسمت الغمارية وناشئة الخروصية و وفاء البوسعيدية ومنى المنذرية.

فيما استعرضت الدكتورة سرى الرواس استشارية أمراض باطنية أهمية مبادرات إظهار المرأة وتعزيز الحلقات المجتمعية، حيث قالت  يرتبط الظهور الإعلامي بأساس مهم للتغيير؛ وهي الدوائر المجتمعية، حيث تقوم الحلقات المجتمعية على تشكيل قوة من خلال المعارف والفرص التي تأتي عن طريق الألفة والمحبة.

وسردت نظيرة الحارثية تجربتها للوصول إلى قمة إيفرست، وقالت: "لم أكن رياضية ولا متسلقة جبال نهائيًا، لكنني بدأت وتعرفت من خلال التدريب على وطني الرائع؛ من كهوفه وأوديته وجباله؛ ذاك التدرّب الملتزم الصارم الذي قطعته وعدًا على نفسي، ليحركني إيماني بالهدف إلى قمة إيفرست".

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z