أحلام العصافير

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

 

ما الذي يُريده الناس؟!

ـ يريدون وطناً خالياً من الفساد، ونسوا أنهم هم من يزرعون الفساد، والوطن يحصد ثماره.

ـ ويريدون تأمين العمل.. فإذا عملوا أهملوا.

ـ ويريدون العلاج المجاني فإذا توفر، صرفوا المال لعلاجهم في الخارج.

ـ ويريدون التعليم والجامعات، فإذا تعلّموا وتفتحت عيونهم طالبوا بالكراسي وترفّعوا عن الوظائف.

ـ ويريدون تطبيق القانون فإذا طُبّقت عليهم القوانين صرخوا من "ظلم" القاضي.

ـ ويريدون الأمن، والأمان وهم من يتسبب بالفوضى.

ـ ويريدون التجارة فإذا كبروا كبر جشعهم، وإذا خسروا لاموا الحكومة.

ـ ويريدون الأراضي لبناء منزل أحلامهم، فإذا حصلوا عليها باعوها.

ـ ويريدون الأسعار الرخيصة فإذا توفرت ذهبوا لشراء "الماركات" الثمينة.

ـ ويريدون الثراء وهم نائمون، فإذا صحوا لعنوا الظروف.

ـ ويريدون تطبيق النظام والقانون وهم أول من يكسره.

ـ ويريدون الجمعيات الخيرية وهم أول من يشكو وآخر من يتبرّع.

ـ ويريدون بناء المساجد فإذا بُنيت اُهملت.

ـ ويريدون "سياحة نظيفة" وهم يرمون نفاياتهم بعيدًا عن حاوية القمامة القريبة منهم.

ـ ويريدون المساواة وهم يمارسون أسوأ أنواع الإقصاء والعنصرية على غيرهم.

ـ ويريدون إعلامًا حكوميًا مُحايدًا ونزيهًا وهم لا يشاهدون التلفاز، ولا يسمعون الإذاعات، ولا يقرأون الصحف.

ـ ويريدون مكتبات ضخمة وهم لا يقرأون كتابًا.

ـ ويريدون مسرحًا وهم غير مستعدين لدفع قيمة تذكرة لدخول العرض.

ـ ويريدون عدلًا مطلقًا وهم يمارسون الظلم بشتى أنواعه على بعضهم.

ـ ويريدون إدارات نزيهة فإذا تشكّلت تنازعوا على المناصب.

ـ ويريدون مناصب عليا، فإذا وصلوا لها نسوا مبادئهم، ونظرياتهم.

ـ ويريدون صحافة حرة تنقل معاناتهم، فإذا حدثت مشكلة قضائية للصحيفة كانوا أول من يتخلّى عنها.

ـ ويريدون حرية لا حدود لها، ونسوا أن الحرية المطلقة فوضى مطلقة.

ـ ويريدون جمعيات أهلية فإذا تم إشهارها تنازعوا على "الزعامة".

ـ ويريدون النظام وهم أول من يخرج عنه.

ـ ويريدون أجيالًا صالحة، وهم يزرعون في أبنائهم أن حب المال أعظم من الوطن.

ـ ويريدون عالَمًا مثاليًا، ونسوا أن العالَم المثالي لا مكان له إلا في خيال أفلاطون.

باختصار.. كثير من الناس "يحلمون" بكل شيء.. ولكن قليلا منهم من "يستيقظ" لتحقيق أحلامه.