مسعود الحمداني
ما الذي يُريده الناس؟!
ـ يريدون وطناً خالياً من الفساد، ونسوا أنهم هم من يزرعون الفساد، والوطن يحصد ثماره.
ـ ويريدون تأمين العمل.. فإذا عملوا أهملوا.
ـ ويريدون العلاج المجاني فإذا توفر، صرفوا المال لعلاجهم في الخارج.
ـ ويريدون التعليم والجامعات، فإذا تعلّموا وتفتحت عيونهم طالبوا بالكراسي وترفّعوا عن الوظائف.
ـ ويريدون تطبيق القانون فإذا طُبّقت عليهم القوانين صرخوا من "ظلم" القاضي.
ـ ويريدون الأمن، والأمان وهم من يتسبب بالفوضى.
ـ ويريدون التجارة فإذا كبروا كبر جشعهم، وإذا خسروا لاموا الحكومة.
ـ ويريدون الأراضي لبناء منزل أحلامهم، فإذا حصلوا عليها باعوها.
ـ ويريدون الأسعار الرخيصة فإذا توفرت ذهبوا لشراء "الماركات" الثمينة.
ـ ويريدون الثراء وهم نائمون، فإذا صحوا لعنوا الظروف.
ـ ويريدون تطبيق النظام والقانون وهم أول من يكسره.
ـ ويريدون الجمعيات الخيرية وهم أول من يشكو وآخر من يتبرّع.
ـ ويريدون بناء المساجد فإذا بُنيت اُهملت.
ـ ويريدون "سياحة نظيفة" وهم يرمون نفاياتهم بعيدًا عن حاوية القمامة القريبة منهم.
ـ ويريدون المساواة وهم يمارسون أسوأ أنواع الإقصاء والعنصرية على غيرهم.
ـ ويريدون إعلامًا حكوميًا مُحايدًا ونزيهًا وهم لا يشاهدون التلفاز، ولا يسمعون الإذاعات، ولا يقرأون الصحف.
ـ ويريدون مكتبات ضخمة وهم لا يقرأون كتابًا.
ـ ويريدون مسرحًا وهم غير مستعدين لدفع قيمة تذكرة لدخول العرض.
ـ ويريدون عدلًا مطلقًا وهم يمارسون الظلم بشتى أنواعه على بعضهم.
ـ ويريدون إدارات نزيهة فإذا تشكّلت تنازعوا على المناصب.
ـ ويريدون مناصب عليا، فإذا وصلوا لها نسوا مبادئهم، ونظرياتهم.
ـ ويريدون صحافة حرة تنقل معاناتهم، فإذا حدثت مشكلة قضائية للصحيفة كانوا أول من يتخلّى عنها.
ـ ويريدون حرية لا حدود لها، ونسوا أن الحرية المطلقة فوضى مطلقة.
ـ ويريدون جمعيات أهلية فإذا تم إشهارها تنازعوا على "الزعامة".
ـ ويريدون النظام وهم أول من يخرج عنه.
ـ ويريدون أجيالًا صالحة، وهم يزرعون في أبنائهم أن حب المال أعظم من الوطن.
ـ ويريدون عالَمًا مثاليًا، ونسوا أن العالَم المثالي لا مكان له إلا في خيال أفلاطون.
باختصار.. كثير من الناس "يحلمون" بكل شيء.. ولكن قليلا منهم من "يستيقظ" لتحقيق أحلامه.