استشاري أمراض معدية يؤكد لـ"الرؤية" قدرة المنظومة الصحية الوطنية على درء المخاطر

توقعات بزيادة نسبية في إصابات "كورونا" بالسلطنة .. و3 إجراءات لمجابهة "الموجة المحتملة"

◄ "كورونا" لم ينتهِ.. والفيروس لن يزول نهائيًا من العالم

◄ "كوفيد-19" سيستمر بصورة موسمية مثل الفيروسات التنفسية

◄ المتحور "دلتا" ظهرت له تفرعات في أنحاء العالم.. و"AY.4.2" السلالة الأكثر انتشارًا

الرؤية- مدرين المكتومية

أكد الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي الأستاذ المُساعد بكلية الطب واستشاري الأمراض المُعدية بمُستشفى جامعة السلطان قابوس أنَّ السلطنة تنعم في الوقت الحالي بوضع مُستقر نسبيًا فيما يتعلق بوباء كورونا "كوفيد-19"، غير أنه توقع تسجيل زيادات نسبية في الإصابات خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الموجات السابقة جاءت إلى السلطنة بعد نحو شهرين من بدء الموجات في أوروبا، والتي تشهد حاليًا ارتفاعات واضحة في عدد الحالات المُصابة.

غير أنَّ الهنائي عبَّر عن ثقته في المنظومة الصحية الوطنية، وأكد أن لدى عُمان الحلول الجاهزة والسهلة لدرء أية مخاطر قد تنجم- لا قدر الله- عن أي تفشٍ للمرض في المستقبل.

وقال الهنائي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن وباء كورونا لم ينتهِ بعد، وليس من المتوقع أن يزول هذا الفيروس نهائيًا من العالم، مشيرًا إلى أن تقديرات العلماء توضح أن هذا المرض سيستمر بصورة موسمية؛ مثل الفيروسات التنفسية الأخرى. وذكر أن تحورات الفيروس "أمر طبيعي جدًا ومتوقع" لأن هذا من خصائص الفيروسات، لافتًا إلى أن السلالة السائدة حاليًا في العالم هي "دلتا"، لكن الجديد في الأمر، أن هذا المتحور "دلتا" ظهرت له بعض التفرعات في أنحاء من العالم، وأبرزها سلالة "AY.4.2" التي رُصدت في المملكة المتحدة. وأضاف أنَّ هذه السلالة من المُحتمل أن تنتشر بدرجة أسرع قليلًا من سلالة "دلتا" الأم، لكن ما زال الوقت مبكرًا للحكم عليها؛ إذ تشكل فقط نحو 7% من إجمالي الإصابات بفيروسات كوفيد-19 المرصودة حاليًا في المملكة المتحدة، لكن ما يدق جرس الإنذار أن هذه النسبة آخذة في الزيادة.

وبيّن الهنائي أنَّ المملكة المتحدة من أفضل الدول في الكشف عن حالات الإصابة بالفيروس، وتحديدًا السلالات المُنتشرة لديهم، ومن هنا يمكن تفسير جزء من سبب ارتفاع الحالات لديهم، مقارنة بالدول الأخرى، بفضل زيادة أعداد الفحوصات لديهم لرصد الفيروس. وذكر أن من بين الأسباب الأخرى لانتشار المرض في المملكة المتحدة، نقص الإجراءات الاحترازية، إلا أن الجانب المضيء في ذلك، أن الموجة الحالية في بريطانيا أقل خطورة مما سبقها من موجات، بفضل معدلات التطعيم المرتفعة لديهم، حيث إن نسبة الوفيات والمرضى المنومين أقل بنحو 80- 90% من الموجات السابقة قبل التطعيم؛ أي أن التطعيم قلل من خطورة الجائحة بنسبة 80- 90%.

وحول الإجراءات التي يتعين اتخاذها للتعامل مع الزيادة المحتملة في إصابات كورونا، أكد الهنائي أن الأولوية يجب أن تتجه نحو استكمال التحصين بجرعتين باللقاحات المضادة لكورونا، مشيرًا إلى الفعالية التي تحققت بفضل تطعيم المجتمع باللقاحات. وأضاف أن الأمر الثاني الواجب اتباعه، مواصلة تطبيق الإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمام، لا سيما في الأماكن المغلقة، مع تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة، والمحافظة على نظافة اليدين. وتابع أن الإجراء الثالث يتمثل في التشديد على فحص المسافرين والتأكد من حصولهم على اللقاح لتقليل احتمالية دخول السلالات المتحورة. وتطرق الهنائي إلى الجرعة التنشيطية (أو ما يعرف بالجرعة الثالثة) من لقاح كوورنا، وقال إن هذه الجرعة أثبتت فاعليتها بعد مرور 6 أشهر من الجرعة الثانية، خاصة للفئات الأكثر عرضة لخطورة المرض، مثل كبار السن. وأشار إلى أن تطبيق هذه "الاستراتيجية الثلاثية" يساعد في الحد من زيادة الإصابات وتقليل حالات التنويم في المستشفيات ووحدات العناية المركزة.

وردًا على سؤال حول الوضع في روسيا، قال إنَّ الوضع في روسيا دليل واضح وبرهان ساطع على أنَّ قلة التطعيم في المجتمع تتسبب في زيادة الإصابات، مشيرا إلى أن نسبة التحصين في روسيا لم تتجاوز 35% من السكان، بسبب الرفض الواسع بين الأفراد هناك، مؤكدًا ضرورة التعجيل بتحصين كل فئات المجتمع المستهدفة.

تعليق عبر الفيس بوك