د. خالد بن علي الخوالدي
عندما ترى القيادة قريبة من الشعب فتأكد أنَّ النجاح سيكون واقعًا مُعاشًا، وكلما تحلت القيادة بالحكمة وموازنة الأمور على قيم ومبادئ ثابتة، كانت النتائج مبهرة في الأوساط الشعبية، والقيادة العُمانية تتفاعل مع نبض شعبها، وكلمات الشكر والإشادة من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- كان لها الأثر البالغ في قلوب شعبه، الذي كان على قدر المسؤولية، وأظهر أخلاق وقيم العماني الشهم الأبي الكريم المقدام الشجاع الغيور على مُقدرات وطنه.
إنَّ حضور القيادة في المشهد الواقعي للحالة الاستثنائية التي مرت بها السلطنة وفي كل الأحوال والظروف الحياتية العمانية، ووجود شعب واعٍ ومثقف ومتعلم ومدرك، فالمحصلة ستكون مزيدا من الرسوخ والاستقرار والنماء. والقيادة الحكيمة والشعب الراقي لن تهزمهم الظروف، ولن تتغلب عليهم الأحداث؛ بل سيتجاوزون المصاعب وسيتخطون كل العراقيل وسيرسمون الأمل على الوجوه المتعبة، وتلك التي تأثرت بالأنواء المناخية الاستثنائية "شاهين"، فاليد الواحدة لا تُصفق بمفردها، واللحمة الوطنية التي رأيناها؛ دليل قوي على أنَّ هذه البلاد الغالية تملك ثروات بشرية قلّ مثيلها.. لقد أثبتت القيادة العمانية والشعب العماني أنهم صف واحد ولحمة واحدة، وفي الشدائد تظهر المعادن الحقيقية من تلك المتسترة والساعية لتحقيق مصالحها الشخصية، فطوبى للقيادة وطوبى للشعب.
لقد هبَّت عُمان من مسندم شمالًا إلى ظفار جنوبًا؛ لتقول لكل العالم إن العُماني قوي كالجبال الراسيات لا تهزه الرياح ولا تغيره السنون، وقالوا بكلمة واحدة وبنبض واحد إن سهل الباطنة هو سهل الخير والنماء والعزة والفخر، وإن ما يُؤلم أهله يُؤلم كل حرٍ.. لقد هبَّ وطنُنا بأكمله ليخبرنا عن شعب عظيم ومقدام وكريم وذي أصل ثابت وراسخ، مهما تعاقبت عليه الصعاب، فما شاهدناه من أضرار بالغة وغير مسبوقة في البنية الأساسية وفي منازل المواطنين والمقيمين والمؤسسات الخاصة، سوف يتم علاجه في أسرع وقت، فهذا وعد القيادة "وإننا لَنُؤَكِّدُ في هذا المقامِ، على أنَّ عودةَ الحياةِ العامةِ إلى وضعِهَا الطبيعي، وتوفيرِ متطلباتِ الحياةِ الأساسيةِ للمتضررين، هي أولويةٌ أولى لدينا في هذه المرحلة، كما سنُوْلِي إعادةَ شبكاتِ البُنى الأساسيةِ المتضررةِ، ما تستحقُهُ من عنايةٍ لازمةٍ، وقد بدأتْ الجهاتُ المعنيةُ في تحقيقِ ذلك، وعلى كافةِ الجهاتِ الحكوميةِ، العملُ كمنظومةٍ واحدةٍ تتعاونُ، وتتكاملُ فيما بينَهَا؛ لأداءِ واجباتِهَا ومسؤولياتِهَا على الوجهِ الأكمل، وتسريعِ وتيرةِ عَمَلِهَا؛ لخدمةِ أبناءِ هذا الوطنِ العزيزِ في كلَّ مكان، وعلى مجلسِ الوزراءِ ضمانُ تحقيقِ ذلك، وإِنَّ على اللجنةِ الوزاريةِ، المكلفةِ بتقييمِ الأضرارِ التي تَعَرّضَتْ لها منازلُ المواطنين وممتلكاتُهم؛ توفيرَ المساعدةِ في أسرعِ وقتٍ ممكن، وعلى الجهاتِ الحكوميةِ ذاتِ العلاقة، تسهيلُ أعمالِ اللجنة، والتعاونِ معها، وسوفَ تَحظى اللجنةُ بإشرافِنَا المباشر، لمتابعةِ أعمالِهَا وإنجازاتِهَا".
إن التعاون والتكاتف والتآزر واللحمة الواحدة التي أظهرتها القيادة والشعب؛ لهي مفخرة ومصدر عزة ومجد لهذا البلد الطيب، الذي لا ينبت إلا طيبًا، ورغم الأضرار والخسائر الكبيرة التي تعرض لها المواطنون والمقيمون والحسرة على ما فقدوه من أرواح بشرية غالية وخسائر مادية كبيرة، إلا أن التعاطي الذي كان من القيادة والشعب قد خفف هذا الألم، ورأينا كيف كانت الابتسامة حاضرة عندما هبّت عُمان كاملة لإنقاذ المناطق المتضررة، والأسر التي فقدت كل ممتلكاتها كيف عبّرت عن رضاها بالأقدار...
هكذا عُمان، وستظل طول الأعوام والسنين صامدة وثابتة وراسخة، وسيظل التماسك القوي بين القيادة والشعب حاضرًا في كل وقت وحين.. ودمتم ودامت عُمان بخير.