صناعة الفرصة والكارتيه

 

المنذر بن محمد بن سالم العلوي

إن لاعب الكاراتيه المتعمق في الكومتيه (قتال الاشتباك) يبحث عن أخذ النقاط من خلال الهجمات التي يوجهها، ولا يكون توجيه هجماته إلا بطريقة مبنية على قواعد وفق قوانين الأخلاق.

فيجب عليه أن يتعلم أولاً القواعد ومن ثم يطور سرعته وأسلوبه في أخذ النقاط من خلال الهجوم والدفاع، بالاضافة إلى تنويع الأساليب لكي يصل إلى المراد، وعندما يكون في التتامي (ساحة المواجهة )، نجد أن اللاعبين جميعهما يريدان الفوز وأخذ النقاط، فتجدهم يغلقون مناطق كسب النقاط لديهم ليضمنوت فوزهم.

 وفي نفس الوقت يقومون بتوجيه هجمات وهمية لكي يكشف الطرف الآخر نقطة النقطة؛ ليستفيد منها في التسديد والوصول للفرصة، وكذالك لربما يستعلمون طريقة الصياد، في جعل الطرف الاخر يبادر بالهجوم ومن خلال هجمة المبادر نجد اللاعب الذي يريد ان يصطاد يقوم بتوجيه هجومه نحو المناطق التي انكشفت من خلال الهجمة للطرف الآخر، وأمثلة أساليب أخذ النقاط كثيرة، ولكن هنالك نقطة جوهرية للحياة في كل ما يقومون به .

يكمن الجوهر في ما ذكرت، بأنه ليس علينا انتظار الفرصة لتأتي، بل علينا التفكير بعقلية لاعب الكومتيه، حيث أنه لا ينتظر الفرص بل يصنعها ليصنع الفارق في البطولة والفوز، ولو جعلت هذه النظرة بشكل واسع، فإن الحياة تحتاج منا صناعة الفرص لأهدافنا لنفوز بالوقت، ونكسب ما نحلم به، ومن إحدى أساليب أخذ النقاط في الكومتيه، هو أسلوب إنزال يد اللاعب الآخر لتنكشف نقطة الوجهة ويسدد نحوها بسرعة، لينكشف بعد ذلك العديد من النقاط، فهذا الأسلوب له متشابهات في الحياة بشكل كبير، بمعنى أن صناعة فرصة واحدة، توسع الفكر وتظهر الطريق لباقي أهدافك، ولربما لأحلام لم تكن تتوقع حدوثها سابقاً

فالكاراتيه  يعلمنا أن صناعة الفرصة المبنية على القواعد ومنهجية صحيحة، تجعلنا نرى النور في ما نسعى له وإليه، وللكاراتيه أخلاقيات فصناعة الفرصة لا يعني الخروج من المظهر العام، ومن الخلق المتأصل في الذات .

تعليق عبر الفيس بوك