صحار- الرُّؤية
يحتفلُ العالم باليومِ الدولي لمحو الأمية والذي يُصادف 8 من سبتمبر من كل عام ليحمل هذا العام شعار "محو الأمية من أجل تعافِ محوره الإنسان.. تقليص الفجوة الرقمية"، وفي هذا الصدد بذلت المديرية العامة للتربية والتعليم في محافظة شمال الباطنة جهودًا حثيثة، ممثلة في دائرة التربية الخاصة والتعليم المستمر، من خلال قسم التعلم مدى الحياة في تنفيذ العديد من البرامجِ والمناشط والفعاليات والتي حققت من خِلالها نتائج كبيرة في تقليص الفجوة بين أفراد المجتمع غير المتعلم ليُقبل على التعليم ويستفيد من تلك البرامج المساعدة له.
وقال مصبح المقبالي رئيس قسم التعلم مدى الحياة بتعليمية شمال الباطنة إن قسم التعلم مدى الحياة يتتبع سنويًا نسب الأمية في قرى ولايات المحافظة وفتح الشعب على حسب الأولوية؛ حيث بلغ عدد الدارسين المسجلين بصفوف محو الأمية وتعليم الكبار 2410 دارسين ودارسات موزعين على الصفوف (1- 12) في العام الدراسي المنصرم 2020-2021. وأضاف أنه تم إحياء هذه المناسبة، من خلال إبراز دور قسم التعلم مدى الحياة في دعمِ برامج محو الأمية وكذلك إبراز البرامج والفعاليات والمشاريع التي نظمها القسم خلال الأعوام الدراسية المنصرمة. وحول المشاريع التي تم تنفيذها في تعليمية شمال الباطنة، أوضح المقبالي أنه جرى تنفيذ العديد من المشاريع؛ من أهمها: مشروع القرى المتعلمة؛ حيث تم افتتاح ما يقارب 10 قرى متعلمة في الفترة من 2004 إلى 2016، وشهدت ولاية لوى إقامة 4 قرى متعلمة في كل من حرمول واستفاد منها 80 دراسا، وكذلك قرية الزاهية واستفاد منها 70 طالبا، ولوى الجديدة والتي ضمت بين جنباتها 45 دارسا، وقرية عقدة الموانع والتي استفاد من اقامتها 42 دارسا، وفي ولاية صحم شهدت الولاية إقامة قريتين متعلمتين في كلٍ من قرية الحويل وضمت 20 دارساً وكذلك قرية خور الملح وضمت 35 دارسا. وأضاف أن بقية الولايات شهدت وجود قرية تعليمية واحدة؛ حيث شهدت ولاية السويق في قرية بديعوه حضور 60 متعلمًا، وقرية قصبية الزعاب بولاية الخابورة التي شهدت حضور 33 دارسا في ولاية شناص شهدت قرية أسرار بني سعد حضور 55 دارسًا.
من جهتها، قالت شيخة بنت راشد الروشدية القائمة بالتدريس في صفوف محو الأمية بمركز الملتقى بصحار، إن العمل في مجال التعليم بمراكز محو الأمية بشكلٍ خاص إنما هو رد جميل لهذا الوطن العزيز المعطاء. وأضافت الروشدية: "بدأت مسيرتي في العمل بمراكز محو الأمية بمحافظة شمال الباطنة قبل ما يقارب 15 عامًا، وما زلتُ أطمح لبذل المزيد في هذا المجال، حيث بدأتُ بتعليم الملتحقات من الدارسات بمراكز محو الأمية اللواتي لم يحالفهن الحظ في التعليم، وكم شعرتُ بالسعادة حين أجدُ تلك الدارسات وهن يتعلمن مبادئ القراءة والكتابة وكذلك الجوانب الدينية والقيم المثلى التي يسعى القائمون على قطاع التعليم لتحقيقها في السلطنة".
وقالت آمنة بنت علي السيابية القائمة بالتدريس في صفوف محو الأمية بولاية صحم: "بدأت مشواري في مجال التدريس في صفوف محو الأمية في العام الدراسي 2013- 2014، وكان الموضوع في البداية كفكرة تم طرحها في اجتماع مجلس الأمهات وقد لاقت القبول، فقررنا العمل بها بقيادة مديرة المدرسة؛ حيث تم التواصل مع دائرة التربية الخاصة والتعلم المستمر ممثلة بقسم التعلم مدى الحياة وعقد اجتماع في ذلك وتم الاتفاق على فتح قرية متعلمة في المدرسة وذلك بالتعاون مع المجتمع المحلي والشركات في المحافظة مكونة من 3 فصول تضم 45 دارسة لتحقيق مجموعة من الأهداف؛ منها مساهمة المجتمع المحلي في مشروع محو الأمية منها تعميق روح التعاون والمشاركة والعمل التطوعي".
وأشادت زهرة بنت عبدالله البريكية القائمة بالتدريس في صفوف محو الامية بولاية صحم، بالجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية بالأمر؛ حيث قالت: "قمنا بعد موافقة المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة وتحت مظلة قسم التعلم مدى الحياة بفتح عدة مراكز لتعليم محو الأمية لمراحل ثلاثة فصول في عدد من قرى ولاية صحم وقد لاقى ذلك قبولاً كبيرا من الأمهات الأميات في الولاية". وأشارت البريكية إلى أن الدارسة وبعد 3 سنوات من الدراسة تتخرج ولديها إلمام بالقراءة والكتابة، وتكون بذلك قد تحررت من الأمية، ويرجع الفضل في ذلك لتكاتف الجهود المبذولة والعمل المشترك بين القائمة بالتدريس والدارسات ومشرفوُ قسم التعلم مدى الحياة وذلك من خلال المتابعة المستمرة لمراكز وشعب محو الأمية.