إسماعيل بن شهاب البلوشي
اليوم وما وصل إليه الإنسان من استخدام للوسائل والتقنيات خاصةً ما أتت به ثورة الاتصالات، لا أعتقد أنه حدث مثيلٌ له في العصور السابقة على الأقل حسبما نعلم، وهذا الجانب هو في بدايته وإن تطوره مستمر وفي كل ساعة، لكننا للأسف الشديد نعيش عالم الاستقبال والقبول لهذه التقنية دون أن يكون لنا الاستعداد المنسق وضمن منهاج علمي مدروس يبين لنا الطريقة المثلى لاستيعاب هذا التطور المذهل وفي كل النواحي.
واليوم أكون في منتهى الوضوح في جانب استخدام هذه الوسائل في جانب المقارنة تحديدًا والتي قد لا تكون في مكانها بين الوطن والأوطان الأخرى، وهذا الأمر يدخل في توجيه الفكر ويليه توجيه السلوك والعمل وجوانب مُهمة يتم البناءعليها وتكون أمراً واقعاً ومنتقى عشوائياً من بين الكثير من الخيارات التي كان يمكن أن تكون أفضل.
شخصياً.. أرفعُ مبدأ الاحترام المطلق والأكيد لكل شعوب الدنيا، غير أني أريد أن أوضح للجميع أن كل وطن على وجه الأرض لا يعطي ما لا يملك، فإن كانت المقارنة مع دولة غنية وبمسؤولية أقل فعلينا أن نتفهم ذلك وإذا تمت المقارنة مع دولة صناعية فذلك نتاج عمل مشترك ومن الجميع ويتم اقتسام ذلك الإنتاج وأن لاوجود مطلقاً لإنسان يعمل بديلاً لآخر أو أنه يوزع دونما عمل.
فنعم من ناحية أن صرفة دولة ما تختلف عن الأخرى ونعم أن هنالك مفارقات ومعطيات ولكن أيضاً نسبية وقد لا يكون كل شيء مرحب به من كل أطياف المجمع في وطن آخر .
هناك مساحة شاسعة- بل وسحيقة- بين النقد والمقارنة وما بين النقد البناء وأمنية الأفضل وتوضيح فكرة إيجابية أو بيان لخطأ ما، يمكن أن تكون هناك حلول أفضل له.
هذه الجوانب الطموحة يجب أن نرحب بها جميعاً وعلينا أن نقبلها بل ونستفيد منها فهي الطريقة المثلى وفي أي دولة من دول العالم للوصول إلى الأفضل بل أن تكون هاجساً وملهماً في نفس الوقت لأي مسؤول لعمل الأفضل.
وإذا وضعنا تقريباً ومثلاً بالوالد في المنزل، فإنَّ الابن نعم يتمنى الرقي والأفضلية لمنزله ووالده ولكن ليس من المناسب أبداً أن يضع مقارنة سلبية لوالده بين الرجال أو أن يكون متحفزاً لإظهار كل ما هو سلبي وعلى مستوى المجتمع وإنه لمن المشين أن ينتقي أحداً أفضل طريق في دولة ما ويُقارنه بأسوأ طريق في وطنه مثلاً وكذلك فإنَّ لهذه الجوانب أبعاد تربوية تترسخ في الأجيال وتسبب الكثير من التوجهات وإني أرى أن رفع سقف ومستوى الفخر والشموخ بالوطن واجب حتمي علينا جميعاً أن نحافظ عليه. علينا أن ندرك أن وسيلة الإعلام اليوم هي بين يدي كل فرد منا/ وأن الحقيقة الأقرب أننا من يوجه الإعلام وسمعة الأوطان ولم يعد للإعلام الموجه أي دور وهو في طريقة إلى الاختفاء وأنا وأنت من سيري العالم مستوى وطنه والوطن به الكثير مما نفخر ونرفع به رأسنا ونعم إننا نحمل طموحاً للأفضل وفي كل شيء وبإذن الله سيتحقق منِّا وبنا جميعاً ولكن حتماً بعيداً عن أي مقارنة.