النظام الإداري في الكاراتيه

المنذر بن محمد العلوي

دائماً ما ننظر إلى المؤسسات والفنون وحتى الأفراد ونقول (إدارته جيدة أو يحتاج إلى إدارة أفضل)، وإنما السر يكمن في سريان الحياة بشكل صحيح في هذه الكلمة، المكونة من خمسة أحرف(إدارة)، ولتطبيق هذه الكلمة خرجت العديد من النظريات وفتحت مدارس وجامعات لبيان عملها، وفي حقيقة الأمر نحن علينا تطبيقها أكثر من الحديث عنها لأنها كلمة تتطبق .

هنا سنأتي لدور أحد الأنظمة الإدارية لضمان حياة ناجحة بإذن الله، كلنا نعلم أن قوة أي نظام تبدأ من قواعده، لأنها هي التي ستمهد طريق العمل لباقي برامج الحياة، فنظام الكاراتيه الإداري للحياة يعتمد على أهم قواعد الإدارة، وتظهر نتائج نظام الكاراتيه في تحقيق الأهداف المرسومة وفق البيئة المتاحة، التي يعمل لها بتحديد الأهداف والرؤية والرسالة وبالتخطيط والمدد الزمنية الصحيحة المناسبة لكل مرحلة، فمن المعلوم أن الإنسان يدخل النظام في عقله ليقوم بالسير في حياته، ويحتاج إدخال البرنامج إلى العقل إلى البرمجة اللغوية العصبية، التي تتأكد من خلال التكرارت والتجارب والتعلم والاستمرار على الشيء مع الممارسة الدائمة .

فالكاراتيه برنامج يبدأ بشكل رياضي ليقوم بضبط اللاعب على الحصص واللباس في وقت مُعين، ليظهر بعد ذلك الالتزام والانضباط في حياة ذلك الشخص، وأيضاً توجد بها مراحل أحزمة والحزام ليس سوى قطعة قماش، إنما الهدف منه هو برمجة العقل لتجزأت الأهداف والسعي إليها في مدة زمنية محددة، وأما اللون الأسود فهو الرؤية الكاملة المرئية التي يجتهد من أجلها الإنسان، ليجتهد من بعد ترسخ هذا النظام في كل رؤية وهدف في حياته .

يُدرَّس في العالم أجمع تخصص التسويق ولو نظر متفكر للكاراتيه لوجدها عبارة عن أسلوب نشأ في جزيرة صغيرة في اليابان، وهي الآن معروفة لدى الجميع، الصغير قبل الكبير فها هنا نحن نتحدث عن نظام تسويق يعلم عنه الجميع، ومن أساسيات تخصص التسويق (الترويج) والذي يكمن سره في التواصل، فالكاراتيه لديها شتى أنواع التواصل المقسوم بالتواصل الشفوي، وغير الشفوي، وتستعمل بها شفرات تُؤكد العلامة الخاصة بها، بحيث إنه لو قام أحدهم بسلوك مُعين يعرف أنه لاعب كاراتيه، وكذلك هو حال الكلمات فكلمتها خاصة بها، فهي تروج لنفسها بعلامتها الخاصة.

ولو تحدثنا عن القيادة والتحفيز فإننا نتحدث عن أساس تعلم القيادة في اكتساب المهارات الخاصة مع كل حزام، والحزام هو الحافز الذي يذكر بالهدف الأخير في كل مرة يرتدى، فعندما يصل الإنسان للحزام الأخير يكون حينها امتلك المهارات ليكون قائدا حقيقياً، وينطلق بدوره إما في المحافل العالمية والدولية، إما يقوم بإنشاء مدرسته الخاصة، وقس على ذلك بقية الحياة العملية والعلمية والفكرية .

فها هي الكاراتيه تجهز الإنسان بنظامها الإداري المحكم للمضي قدماً نحو نجاح ومستقبل مشرق بإذن الله، ومع امتلاكه لأدوات التشغيل الحياتي في كل مرحلة.

تعليق عبر الفيس بوك