بين لغة التصريحات والواقع فارق شاسع

 

سالم كشوب

sbkashooop@gmail.com

 

في بعض الأحيان وعلى الرغم من المطالبات بحضور المسؤول سواء بالتصريحات أو النزول للميدان، والوقوف بنفسه على واقع العمل إلا أنه أحيانا تصريحات بعض المسؤولين يشعر المتلقي بأن ذلك المسؤول يعيش في عالم آخر من خلال بعض التصريحات، والوعود البراقة بتغير كبير وخدمة ذات جودة عالية، ونسب مئوية سوف تتحقق بعد مدة، قد يكون فعليا ذلك المسؤول عند الوصول لتلك الفترة الزمنية خارج تلك الجهة التي يتراسها ويمثلها دون التطرق لما سوف يتغير بعد سنوات قليلة، وكأنه يُطالب بعدم المساءلة أو الحديث معه بما سوف يتم العمل به في الحقبة الزمنية القريبة، وأنما طلب الانتظار لمدة زمنية طويلة ومن ثم الحكم والتقييم في معادلة غير منطقية وواقعية وبها هروب من الواقع.

هنا نحن لا نتوقع فعليا أحداث تغير إيجابي جذري في مؤسسة ما خلال فترة زمنية بسيطة، ولكن ما نتمناه لغة تلامس الواقع، وتحاول الحديث بشكل منطقي عن خطط يُراد تحقيق أهدافها خلال المدى الزمني القريب، وليس القفز لسنوات بعيدة ونحن في عالم يشهد تنافس محموم للاستفادة من مختلف الفرص الموجودة، وليس الانتظار لمدة زمنية طويلة قد تشهد الكثير من التغيرات والتطورات، ونهاية العديد من الفرص في بعض القطاعات التي كان بالإمكان تعظيم الاستفادة منها، وخلق قيمة مضافة وليس التعويل عليها، وانتظار مردودها ونتائجها بعد مدة زمنية طويلة.

النقطة الأخرى ربما أن غياب التخصصية في إعلامنا، له دور سلبي في عدم إثراء الساحة بدراسات ومتحدثين ومتخصصين يكون لهم دورًا فعّالا أولا في طرح الأسئلة التخصصية للمسؤول، ويكونوا عونا لهم ولمختلف الجهات في الاستفادة الإيجابية من الفرص والممكنات الموجودة، وهمزة وصل مع الإعلام والمؤسسات المتخصصة خارجيا، وبالتالي نتمنى الاهتمام من الآن بإعداد إعلاميين متخصصين في مختلف القطاعات، لا سيما القطاعات المهمة والواعدة وصقل مهاراتهم ومواهبهم؛ للاستفادة مهنم وخلق جيل يكمل المسيرة، ويضع للسلطنة بصمة وتأثيرًا إيجابيًا في الجانب الإعلامي التخصصي، مع أهمية تشجيع وتحفيز الجهات والمؤسسات الإعلامية المتخصصة لدورها المهم؛ سواء للمهتمين في قطاع معين أو النظر بعين المتخصص لمختلف القضايا التي تهم قطاع ما، مما سيُشكل فارقًا ايجابيًا سواء على المدى المتوسط أو البعيد المدى.

أخيرًا.. نتمنى لغة تصريحات موزونة من قبل المسؤول تُلامس الواقع وتُشعر المتلقي بالإيجابية، فالمتلقى في الوقت الحالي أصبح يُقارن نتيجة ثورة المعلومات والاتصالات بين الموجود لدينا وبين العالم الآخر، وبالتالي على المسؤول أن يعي أن دوره والجهة التي يتراسها تُخاطب جيل من الشباب المتعلم الباحث عن لغة مطمئنة المحفزة له على إثبات وجوده، وكذلك توفر الاريحية والطمانينة لمتلقي الخدمة الباحث عن جودة وسهولة وسلاسة في الإجراءات، وترسل رسائل للمستثمر ورجل الأعمال الخارجي بحراك وجهد إيجابي قد يلعب دورًا مؤثرًا في تفضيل الاستثمار في دولة دون الأخرى‘ وفي ظل صراع محموم وشرس بين مختلف الدول لنسبة من تلك الاستثمارات ومن خلال تسهيلات وتحفيزات وبيانات متوفرة بكل سهولة ويسر.