فواتير الكهرباء تلتهب في الصيف

 

فاطمة الحبسية

 

تطفو على السَّطح بين الفينة والأخرى مُشكلة ارتفاع فواتير الكهرباء، فتؤرق مضجع الكثير من الأشخاص لا سيما أولئك الذين يعيشون على دخل يُمكن اعتباره ضعيفًا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي لا يقوى فيها الكثيرون على أن يختل معاشهم، وهم أحوج إلى أن يكونوا مستقرين آمنين مُطمئنين دون أن يُعكِّر صفوهم أمر كهذه الخدمة التي لا يُمكن الاستغناء عنها بتاتاً.

ارتفاع الفواتير أمر ملحوظ بكثرة؛ حيث تصل في بعض الأشهر- لا سيما في فصل الصيف- إلى ثلاثة أضعاف الأشهر الأخرى من العام، ووصل الحال ببعض الأسر أن يفوق دخلها الأساسي، وهو الأمر الذي أدى لامتعاض أفراد المجتمع ليتساءلوا عن الارتفاع غير المُبرر والكبير، إذا ما علم أن هناك بعض المنازل لم يكن فيها أحد نظرًا لسفر سكانها وقد صدرت الفواتير بارتفاع كبير، ما أكد أن هناك لغزا محيرا لدى شركات الكهرباء.

على المستوى المحلي، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، ممتعضة مما آل إليه مشهد فواتير الكهرباء، والكثير من المواطنين أدلوا بدلوهم عبر مقترحات كثيرة علها تلقى آذاناً صاغية لدى الشركات، بل استشهد البعض بقصص مجتمعية يندى لها الجبين، وقد تعاطف مع ذلك الكثير من أبناء الوطن، بل شمَّر البعض إلى مساعدة من لم يتمكن من قضاء الفواتير في لحمة وطنية يشار لها بالبنان.

من جانبها، الحكومة كانت في قلب المشهد، فكانت التوجيهات واضحة وجلية عبر هيئة تنظيم الخدمات العامة بألا تقطع الكهرباء من المتأثرين بارتفاع فواتير الكهرباء، وإعادة التيار لكن من قُطعت عنه، بل وجهت بتقسيط هذه الفواتير لاسيما في فصل الصيف، ودفعها بحسب قدرة الأفراد، ما كان لذلك هدوء وسكينة لكل من تأثر من هول ما وصلت إليه الفواتير.

المجريات من قبل الحكومة أدت لبعض السكون مع عقد المؤتمر الصحفي الخاص بارتفاع فواتير الكهرباء، وتأكيدات القائمين على الهيئة أنَّه اتخذت إجراءات في أسعار التعرفة ورفع سقف الحزم، في وقت خفض فيه الدعم عن الكهرباء والتوضيحات أنه لا نية للعودة لسابق العهد وإنما إيجاد حلول مرضية لأبناء الوطن، والبشرى بإنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية لتخفيض الكلفة المالية، في حين بدأت محطة عبري الجديدة عملياتها التشغيلية بإنتاج الكهرباء بالطاقة البديلة في تأكيد أن السلطنة تمضي وفق خطة واضحة.

أخبار أخرى من هيئة تنظيم الخدمات العامة تفيد بأنَّ هناك جديد في مسألة الكهرباء بالسلطنة ستكون في مصلحة المواطنين في المقام الأول، وما زال الانتظار للإفراج عن هذه البشائر الطيبة عمَّا قريب، لينعم كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بالاستقرار.

تعليق عبر الفيس بوك