سالم كشوب
عندما نتحدث عن أهمية وجود محطات مُتكاملة للخدمات على الطرق الرئيسية؛ فإن فائدتها ليست مقصورة على موسم سياحي معين، وإنما خدمة لمرتادي الطرق طوال العام، وللأسف ما نراه من اقتصار الكثير من محطات الخدمات على محطة تعبئة البترول والديزل وأحياناً محلات صغيرة للمواد الغذائية، دون وجود مرافق خدمية أخرى بالإمكان أن تلعب دورًا مهمًا في تنشيط الحركة في هذه المحطات، وجعلها محطات توقف بالإمكان الاستفادة من خدماتها؛ كإقامة مؤقتة والاستفادة من خدماتها المختلفة مثل أماكن إقامة الصلاة والمطاعم وخدمات البنوك، وشركات الاتصالات وكل ما يتعلق بخدمات السيارات.
هذا هو الهدف الأساسي من إقامة مثل هذه المحطات، وليس اقتصارها فقط على خدمة تعبئة البترول أو الديزل، وقد يكون المُبرر عدم وجود أراضٍ مخصصة للاستثمار أو تعدد الجهات المالكة للأراضي الموجودة على الطرق الرئيسية، لكن ما نتمناه إتاحة الفرصة للجميع وليس فقط الشركات الكبيرة من أجل إقامة مثل هذه المشاريع التي تقدم خدمة لمرتادي الطريق؛ سواء كانوا أفرادًا أو عائلات أو شركات ومؤسسات، إضافة إلى دورها المهم في تحفيز السياحة والاقتصاد؛ لتوفر مختلف الخدمات الضرورية في هذه المحطات.
فهل لابُد من انتظار طرح مناقصة قد تطول لسنوات لإنشاء مشروع أصبح ضرورة ملحة؟ أم فتح المجال لمن يملك الفكر والإرادة وتكون هناك مُتابعة لضمان تقديم الخدمة بالشكل الذي ينشده الجميع؟ مع إتاحة التسهيلات المختلفة للشباب العُماني لإقامة مثل هذه المشاريع. ولما لا إتاحة العديد من الخدمات المقدمة في تلك المحطات على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأسعار محفزة، والاستفادة من التقنيات الحديثة في تقديم خدمات مبتكرة عن طريقها بمساهمة الشركات الكبيرة، في إطار مسؤوليتها الاجتماعية، وبالتالي مشاريع ذات خدمة متكاملة وتوفر فرصا لدعم مشاريع الشباب العُماني وتلبي احتياجات الكثيرين من مستخدمي الطرق، بدلًا من السير لمسافات طويلة للبحث عن خدمة ضرورية وهي في الأساس بمقابل وليس مجانية.
نقطة أخرى مهمة، أن مثل هذه المحطات المتكاملة سيكون لها دور كبير في إقامة العديد من المشاريع الاقتصادية؛ سواء بالاستثمار المحلي أو الأجنبي، والاستفادة من الخدمات الموجودة في تلك المحطات؛ لتلبية احتياجات العاملين بتلك المشاريع بدلًا من تكبد تكلفة إضافية نتيجة البعد الجغرافي، وبالتالي هناك العديد من الفوائد والفرص التي بالإمكان أن تتحقق في ظل تواجد هذه المحطات المتكاملة، وتساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، والأهم من ذلك تسريع عملية الإجراءات وفتح المجال للجميع بدلاً من اقتصارها على كبار رجال الأعمال. هناك الكثير من الفرص والأماكن التي يمكن أن تشكل نواة لإقامة محطات متكاملة، وبالتالي نتمنى من جهات التمويل تقديم الحوافز والتسهيلات والفوائد المُحفزة على القروض التي تقدم لمثل هذه المشاريع؛ لضمان استمراريتها وديمومتها، وإتاحة الفائدة للجميع؛ لأنه عندما تكون نسب الفوائد مرتفعة على القروض المُقدَّمة لهذه المشاريع، سينعكس بالسلب على أسعار الإيجارات والخدمات المقدمة، وبالتالي قد يكون لمثل هذه الإجراءات تأثيرًا سلبيًا على الهدف العام والأساسي لهذه المحطات المتكاملة. لذا لابُد من وجود شراكة حقيقية بين الجميع لإنجاح وتعميم مثل هذه الأفكار والمبادرات، والمساهمة الفعلية في إقامتها واستمراريتها وتحفيزها بتوفير العديد من الخدمات فيها بأسعار محفزة وتشجيعية.
ختامًا.. المواطن والمقيم والسائح والمستثمر يبحث عن وجود الخدمات المهمة والضرورية، وبالتالي تواجد محطات متكاملة بشكل سلس في مختلف أرجاء السلطنة سيكون له دور مهم وكبير في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية، ويقدم خدمات طالما يبحث عنها مستخدمو الطرق بدلًا من السير لمسافات طويلة للبحث عن خدمة معينة، أو قد يكون عدم توافرها سببًا وعائقًا لقدوم الكثيرين من خارج السلطنة وتفضيل خيارات أخرى، وبالتالي فقدان فرص مباشرة وغير مباشرة يمكن أن توفرها مثل هذه المحطات الخدمية المتكاملة.