الحركة الكشفية والتنمية الشاملة

 

ناصر بن حمد الهاشمي

لا يخفَ على الجميع ما للحركة الكشفية والإرشادية لمرحلة الجوالة والجوالات من دور مُهم وأساسي في التنمية الشاملة على مستوى المجتمع، ويقصد بالتنمية العمل الواعي الموجه الذي يقوم على المشاركة بين أفراد العشيرة الكشفية والإرشادية والمجتمع، كما إنها تهدف في المقام الأول إلى إحداث التغيير والتطوير في المجتمع من خلال تنظيم جهود وقدرات أفراد الحركة والتنمية الشاملة التي تحدثها من خلال التغيرات في المجتمع مما يسهم في بناء مجتمع مترابط.

ولأفراد العشيرة في مرحلة الجوالة والجوالات، العديد من الواجبات التي يجب أن يقدموها للمجتمع، وذلك من خلال مشاريع متنوعة على العشيرة الكشفية والإرشادية؛ لكي ينهض بالوطن ويتطور على كافة المستويات. فعلى سبيل المثال، للجوالة والجوالات دور كبير في التنمية على المستوى الاقتصادي؛ كونهم الطاقة الفكرية والجسدية وأهم الموارد البشرية للمجتمع، لذا يمكن للجوالة والجوالات المشاركة في التنمية الاقتصادية من خلال تقديم مشروعات جديدة تُساهم في حل كثير من القضايا المهمة؛ مثل مشكلة الباحثين عن عمل، والتنمية الاقتصادية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة للأسر محدودة الدخل، وغيرها من القضايا الاقتصادية.

وتجد أفراد العشيرة الكشفية والإرشادية يسعون للتعلم والتعرف على الثقافات المتنوعة لأفراد الحركة الكشفية والإرشادية على مستوى العالم من خلال المشاركة بالتجمعات والمخيمات على المستوى الوطني والخليجي والعربي والعالمي، وتبادل تلك المعلومات والمهارات الجديدة حيث إنَّ العالم أصبح قريةً صغيرة، ولكن في سباق علمي ومعرفي غير محدود، كما يعمل أفراد العشيرة الكشفية والإرشادية على تطوير المجتمع من خلال إقامة الاجتماعات التي يتناقشون فيها حول كيفية النهضة والتطوير، وتُعد إحدى المشاركات الاجتماعية المهمة.

ومشاركة الحركة الكشفية والإرشادية لمرحلة الجوالة والجوالات في التنمية المتنوعة للمجتمع، تُمثل أحد أهم مظاهر القيم الاجتماعية السليمة التي تتبناها الحركة، ولا يمكن اعتبار أن المجتمع يتقدم اجتماعيًا، إلا بانصهار الشباب والشابات فيه، والمشاركة في القيم والعادات؛ فهُم حجر الأساس في البلاد، والركيزة الأساسية للتنمية المُستدامة، لا سيما أن دور مرحلة الجوالة والجوالات في تطور المجتمع يُعد الأكبر؛ كونهم الطاقة والحيوية والتفكير الإبداعي المُتقد، ولا يستقيم المجتمع إلا بمشاركات الشباب والشابات، في مسيرة التنمية والتطوير، فهُم ذوو وعي كافٍ ولديهم الطموح والأمل، بما يُساعد على التطور الدائم للمجتمع، ويسعون دومًا إلى القيام بالمبادرات التطوعية؛ حيث إنَّ لديهم قدرة على الحشد والتجمع لمساعدة الآخرين، وقد تبين ذلك في ظل جائحة كوفيد-19؛ إذ هبَّت الحركة الكشفية والإرشادية من خلال عشائر الجوالة والجوالات إلى العمل التطوعي الذي يُعد من أسمى درجات الإنسانية والتحضر.

ولقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم على العمل لقضاء حاجات الناس ومساعدة الآخرين؛ لأن العمل التطوعي له انعكاس كبير وإيجابي على الأفراد والمجتمع ككل.

ويُعد العمل التطوعي في الحركة الكشفية المُحرك الأساسي لها، لما له من أثر بالغ في حياة الناس، كما إن العمل التطوعي للعشيرة الكشفية والإرشادية في المجال الصحي له العديد من الأنشطة والأعمال التي تناسب العديد من الأفراد بغض النظر عن مدى معرفتهم بالمجال الصحي، فكل شخص من الممكن أن يعمل بالطريقة التي تناسب إمكانياته وقدراته. فعلى سبيل المثال الجانب التثقيفي للمجتمع من خلال محاضرات التوعية والتي يجب التعامل معها بشكل خاص من خلال تثقيف الأمهات والآباء بالطريقة التي تُساعدهم في وقاية أبنائهم التي من الممكن أن تنتقل لهم.

إن المبادرات التي تقوم بها العديد من عشائر الجوالة والجوالات من برامج تدريبية لأفرادها بهدف تأهيلهم؛ لتوعية أقرانهم من الشباب في المجتمع، وكذا أفراد المجتمع من مكافحة الأمراض المعدية وصحة الأسرة ونمط الحياة الصحية والتغذية وغيرها، دليلٌ واضحٌ على مدى التأثير الإيجابي التي تقوم به الحركة الكشفية والإرشادية لمرحلة الجوالة والجوالات في مجال خدمة وتنمية المجتمع.

تعليق عبر الفيس بوك