الاستفادة الإيجابية من جائحة كورونا

سالم كشوب

sbkashooop@gmail.com

 

على الرغم من التأثيرات السلبية سواءً على مستوى الحكومات أو الأفراد من جراء جائحة كورونا كوفيد 19، إلا أن هذه الجائحة أفرزت العديد من الأشياء الإيجابية التي بالإمكان أن تعود بالنفع والفائدة للجهات أولاً قبل الأفراد.

فعلى سبيل المثال كانت هناك مطالبات سابقة بأهمية التحول الرقمي وتبيان الفوائد المُتعددة لتطبيق هذا التحول سواء على مزود الخدمة أو المستفيد منها وفي ظل عدم وجود مؤشرات لانتهاء هذه الجائحة للأسف، ما زالت تجارب العديد من الجهات -خاصة الخدمية- لتفعيل الاستخدام هذا التحول بالشكل الإيجابي المنتظر والمأمول، يسير بشكل خجول على الرغم من وجود هذه الجائحة الذي كان شاهد عيان على جدوى وفوائد التحول الرقمي الذي بلاشك بحاجة إلى بنية تحتية رقمية قوية وحوافز متعددة للاستخدام سواء من ناحية الجودة أو السعر مما سيكون له أثر إيجابي وتفعيل الاستفادة الإيجابية من التقنية في مختلف المجالات ولاسيما في المجالات الخدمية التي تلامس الفرد قبل الجهة وتوفر عليه الكثير من الوقت والجهد وتعزز من ثقافة استخدام التقنية بشكل فعَّال.

نقطة أخرى مهمة وكانت فرصة سانحة للكثير من الجهات للاستفادة من هذه الجائحة في إعادة النظر وتنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية التي كانت ستلعب دورا مهما في تنمية السياحة الداخلية وتجعل تفضيل السياحة الداخلية هو الخيار المفضل من خلال الاستفادة من فترات الحظر والتوقف في إعادة تأهيل العديد من المواقع والأماكن السياحية سواء من خلال تنفيذها بشكل مباشر أو تسهيل الإجراءات وإعطاء مزيد من التسهيلات للمستثمرين وتوفير كافة المتطلبات التي تحفز المواطن على زيارة تلك الأماكن بحكم وجود محفز سواء في البنية التحتية أو الخدمات بدلاً من اختيار السفر الخارجي لوجود مميزات مختلفة تناسب رغبات المواطن والعائلة بدلاً من أماكن سياحية داخلية لا توفر خيارات متنوعة ولا تستوعب إلا عددا مُعينا من الزوار مما يُؤدي إلى تكرار مُعاناة استمرت لسنوات وظلت المناشدات حبيسة الأدراج ومواقع التواصل ومطالبات تنتظر تنفيذا بتوقيت زمني معين وحلولا جذرية وليس مهدئات مؤقتة في ظل تنافس محموم من مختلف الدول لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح والزوار لها ورفع نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج القومي.

عندما يتم دعوة الفرد للاستفادة الإيجابية من مختلف الأحداث والمواقف فهو أولاً ينتظر تطبيقا عمليا من قبل مختلف الجهات لهذه الدعوات كنوع من التحفيز والدافعية الإيجابية له على الرغم من الأثر الإيجابي سواء على المدى المتوسط أوالبعيد لاستخدام التقنية الحديثة، ولكن تظل الممارسة والتحفيز من قبل تلك الجهات من خلال تجاربها وتطبيقها لتلك التقنيات بشكل سلس ويعطي مرونة وخيارات متنوعة بكلفة معقولة ذا أثر إيجابي ومحفز للأفراد والمؤسسات والقطاع الخاص لتطبيق تلك الممارسات، فمن وجهة نظرنا نعتبرها معادلة ناقصة عندما يتم الدعوة لاستخدام التقنيات الحديثة والاستثمار فيها والجهات ذات العلاقة والتي تعد الشريان الحقيقي لنجاح أو فشل هذه التجربة غير مطبقة بالشكل الذي يلامس رغبات وطموحات المجتمع ويدفعه أكثر لهذه التجربة وعندما أحيانا تتم المقارنة مع تجارب الدول الأخرى فهي من باب التحفيز وتمني وجود تجارب مُماثلة لدينا تستثمر بشكل إيجابي الفرص والإمكانيات التي بالإمكان الاستفادة منها بالشكل الأمثل.

أخيرًا.. إن التنافس محموم بين مختلف الدول لأخذ حصتها ولم لا زيادة الناتج القومي من الاستثمارات في القطاعات غير النفطية من خلال توفير حزم تحفيزية لرفع العائد في القطاعات غير المستغلة بشكل جيد وكذلك إيجاد بدائل بالإمكان أن تلعب دورا مهما وإيجابيا سواء في توفير مزيد من فرص العمل أو رفع الناتج الوطني وهي بحاجة إلى إرادة وتطبيق عملي ملموس وليس فقط خطط على ورق وخطابات رنانة ربما في الواقع لا تجد التجاوب المتوقع لانعدام المحفزات والتسهيلات ووجود منافسين لن ينتظروا لحظة واحدة لاقتناص وجذب المزيد من الاستثمارات فلابد من الاستفادة الإيجابية من جائحة كورونا وغيرها قبل فوات الأوان.