نافذة الإلهام

وداد الإسطنبولي

برعم صغير جميل وطري، استحوذ تفكيري بسؤاله عن التصالح مع النفس ابتسمت في قرارة نفسي من هذا السؤال الذي قيل بطريقة مهذبة، ويقينا أنها أكبر من فكرها الصغير، ولكن هذه التساؤلات المطاطية كما قالت إحدى الأخوات التي كانت بجلستنا ذلك اليوم، وصدقت حين قالت يحتاج له وقت واسع وسيمتد الحديث في نقاشه إذا كانت تقصد بكلمتها مطاطي بذلك.

فأخذت مفتاح كماني؛ لأن لابد أن أكتب وألحن سيمفونيتي هنا، فالكتابة ملاذي، أقتنص هذا السؤال، وأبث فيه بطريقتي فقد أثار نفسي فلربما شعرت به لارتباط الجواب بما أحمله من سلام داخلي، وبما يحمله الكثير منّا أيضا. فالإنسان الذي تنير نفسه طاقة هائلة من الخير وأطيافه، ويمتلئ قلبه بالحب لا يعرف لزيف المظاهر سبيلا، وسعيه دائماً في خلق كون مبهج للآخرين. يعيش مع آلامه، ويتقبل التقلبات دون محاسبة، ويعتمد على القوة التي نبتت من الفطرة والجذور المتأصلة.

أعلم.. أن هناك أصناف واختلافات بين البشر فهناك من لا يسد الريح، وإنما يتمسك بها ولا يحاول السيطرة على انفعالاته، ويعلم أنَّ هذه نتيجتها وخيمة.. فكلماتنا هي جسر التواصل للآخرين تعبر من خلاله لمشاعر الحب.

وعندما نفكر في العطاء، فلا نفكر بالثمن من هذا العطاء؛ لأننا نفكر أن نوسع دائرة الحب لتزيح بدورها تلك الشوائب التي تحيط بنا... فالزرع ينمو صافيا نقيا نشطا مبهجا من داخله، فسيعلم كيف يتعامل بما يدور في الخارج.

وما زلت أذكر تلك الجلسة الجميلة؛ حيث ذكرتني أيضا إحدى الأخوات التي ذكرتني بكتاب جميل قرأته قبل سنة تقريباً عندما كنت أقلب رفوف خزانة ابنة أخي ووجدته ولا أدري ما الذي أثارني ونسيت ماكنت أريد من البحث هل حبي الشديد للفستق أم إغراء مقدمة الكتاب استحوذت عقلي، وأنصحكم بقراءته فهو جدا جميل بالفعل، كتاب "نظرية الفستق" للكاتب والصحفي السعودي فهد عامر الأحمدي، وما يتناوله الكتاب في طرق التفكير الإيجابية، ونصائح تساعدك على فهم الذات.

لا أتحدث عن المثالية هنا؛ لأننا لن نصل إلى هذه الدرجة من النقاء والارتفاع، ولكن نبحث عن الجواهر والمعاني لكي لا أحيا على هامش بلا أثر وإن كان هذا الأثر صغيرًا لا عظيمًا.