تسليط الضوء

وليد بن سيف الزيدي

تُعرَّف مهارات القرن الواحد والعشرين على أنها: مجموعة من المهارات والقدرات التي يحتاجها الطلبة؛ من أجل النجاح في الحياة، والتي يرى المتخصصون أنه من الضروري أن يتقنها جميع الطلبة مهما اختلفت تخصصاتهم الأكاديمية أو العلمية. ومن تلك المهارات: مهارات التعلم مثل: مهارة التفكير النقدي والتفكير الإبداعي ومهارات التعاون ومهارات التواصل ومهارات البحث. وكذلك المهارات المعرفية مثل: الوعي المعلوماتي والثقافة العالمية والمعرفة التكنولوجية. وأيضًا مهارات الحياة مثل: المرونة، وروح المبادرة، والمهارات الاجتماعية والإنتاجية، ومهارات القيادة والتنظيم والتخطيط والإدارة (لطفي، 2016).

من خلال ما سبق حاولت تقديم ملخص حول مهارات التعليم في القرن الواحد والعشرين؛ بهدف تسليط الضوء على بعض الجوانب التي تُهمنا كأفراد ومجتمعات والتي قد يغفل عنها البعض في ظل التَّزاحم الشديد على مُتطلبات الحياة. وحيث من المعلوم أن هذا القرن (الواحد والعشرين) بدأ مع بداية الألفية الثالثة في العام الميلادي 2000، وبذلك يكون قد مضى منه اليوم أكثر من عشرين عامًا. ولمعرفة التفاصيل بشكل أدق حول تلك المهارات يمكن لك أخي القارئ الرجوع إلى المصادر التي تناولت تلك المهارات والتي ستجد أغلبها إذ لم تكن جميعها مصادر أجنبية أو ترجمت إلى اللغة العربية.

عمومًا.. لقد كانت في فترة ما من مراحل الحياة التعليمية عبارة سائدة تقول: إنَّ الجاهل (وهو من الجهل) هو الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب وكان ذلك في ثمانينيَّات القرن الماضي وما قبله. ثم ظهر قول آخر في أواخر القرن العشرين يقول: إنَّ الجاهل هو الذي لا يستطيع التعامل مع الحاسب الآلي وبرامجه. ثم ظهر في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين وهو الزمن الذي نعيشه الآن قول ثالث يقول: إنَّ الجاهل هو الذي لا يستطيع تعليم نفسه بنفسه. وحيث إنَّ القول الأخير يتوافق مع مهارات القرن الواحد والعشرين في التعليم من حيث ضرورة امتلاك تلك المهارات حتى يستطيع الفرد الاعتماد على نفسه في تعليم نفسه.

في الحقيقة أن هناك عددًا من الأفكار التي دارت في ذهني ويمكن طرحها والاستفادة منها في مجال التعليم خلال الزمن الحالي والقادم سواء على المستوى المؤسسي أو المجتمعي أو الفردي والتي من الضروري التركيز عليها:

الفكرة الأولى: أن المعارف والمهارات أصبحت سريعة التغير في زمن بات التغيير سمته البارزة حتى في المواقف الحياتية اليومية مع بعضنا البعض، الأمر الذي يُحتّم علينا مواكبة تلك التغيرات في المعارف والمهارات وغرسها في نفوسنا ونفوس الأجيال الحالية والقادمة، مع ضرورة التمسك وعدم إغفال الأسس والقيم الأصيلة في حياتنا كمسلمين وعرب؛ حتى نستطيع إكمال مسيرة الحياة بكل همة وإخلاص وعطاء في عمليات البناء وبما يتوافق مع الحراك والنهضة العالمية.

الفكرة الثانية: هل توجد اليوم مهارات القرن الواحد والعشرين في مناهجنا ومقرراتنا الدراسية سواء المدرسية أو الجامعية؟ وإذا كانت توجد فهل وجودها بشكل صريح (مباشر) أم ضمني (غير مباشر)؟ وهل توجد داخل النصوص الكتابية أم الصور أم الأشكال أم الخرائط أم الجداول أم الأنشطة أم الأسئلة أم توجد في جميع تلك العناصر وبشكل متكامل؟ وفي حالة وجودها بشكل ضمني (غير مباشر) هل يتم التركيز عليها أثناء عملية التدريس بقصد إظهارها وغرسها وتمكينها؟ ألا يقوم ولي الأمر وبعض المؤسسات الاجتماعية والدينية ضمن المجتمع الواحد بغرس وتمكين بعض تلك المهارات وخاصة الحياتية منها في نفوس وعقول الأبناء وبشكل غير مخطط له وربما بالفطرة أحيانًا؟ أليست عملية الغرس والتمكين لتلك المهارات عندما تكون عن علم وتخطيط ستعطي نتائج أفضل؟

الفكرة الثالثة: أليس من الجيد كونك ولي أمر أو مربٍ أو صاحب رسالة في التعليم أو قدوة في المجتمع، أن تسلط الضوء في وقت فراغك على تلك المهارات وتتعرف عليها ثم تقوم بغرسها وتمكينها في نفوس الأجيال الذين في فترة ما وبعد دخولك في مرحلة الضعف والهوان، سيحملون راية العزة والرفعة لهم ولوطنهم ثم سيكون لك ذلك الأثر الطيب الذي تركته خلفك؟

تعليق عبر الفيس بوك