صادق جواد كما عرفته

 

مجيد بن عبدالله العصفور

سطور وكلمات عن الراحل المُفكر والدبلوماسي القدير، كما عرفته زميلاً، وقريبًا من أسرتي (جد أحفادي من ناحية الأب).

فبفقدان الأخ العزيز والصديق الحميم صادق جواد سليمان فقدت عُمان أحد أروع من امتلك ناصية الكلام، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، توفي في أرض أحب فلسفتها وشرب منها وارتوى، ليته ترك مذكرات تحمل من الزاد والحكمة والتجربة الثمينة، عملت معه بوزارة الخارجية ووجدته نعم الرجل رائع في كتاباته مُتحدثًا لبقًا، وضليعًا وبارعًا في إتقانه اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة، شغل منصب سفير السلطنة في العاصمة الإيرانية، والعاصمة الأمريكية، ورئيسًا للشؤون السياسية بوزارة الخارجية العمانية، كما كان ناطقًا رسميًا باسم وزارة الخارجية العمانية، وعمل مستشارًا لمعالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية (سابق) إبان ترؤسه وفد السلطنة المشارك في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك لسنوات عديدة، كما وعمل محاضرًا باللغة الإنجليزية في جامعة جورج تاون بواشنطن.

وللفقيد مكانة وحضور قوي خلال تواجده في ديوان عام وزارة الخارجية حيث كان مرجعًا يوثق به لأخذ المشورة والرأي السياسي خاصة عندما تكثر التساؤلات حول تحديد المواقف في الأمور الحساسة ولعب دورًا أساسيًا ومشهودًا في التحضير والإعداد لأول اجتماع للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- مع رؤساء البعثات الدبلوماسية العمانية في أوائل ثمانينات القرن الماضي.

وتمتع الفقيد بدرجة عالية من التقدير لرجاحة الرأي لدى المجتمع الدبلوماسي العربي والأجنبي فضلاً عن أوساط وزارة الخارجية الأمريكية، عندما كان سفيرا للسلطنة لدى الولايات المتحدة الأمريكية. كان رحمه الله لا يحب بل يتجنب ويمقت المظاهر وزاهد في هذه الدنيا وزخرفها.

فقدنا المفكر وصاحب العلم والأخلاق الحميدة والمبادئ السامية، يعتبر خسارة كبرى للمجتمع بأكمله وليس فقط للمجتمع المحلي ولأهله وذويه. نسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة.