فقيد الوطن والفكر

د. سعيد نعوم الكثيري

عرفت كتابات الفيلسوف والمفكر صادق جواد، قبل أن أعرفه شخصيًا، وخاصة عندما كنت أحضر رسالتي للدكتوراه، فأثناء البحث عن المُقارنة بين مفهوم الديمقراطية والشورى وجدت أفضل ما قيل في هذا الموضوع، بحثت عن الاسم الكامل للكاتب حتى أضعه في قائمة مراجع البحث، فوجدت أنَّ هذا العبقري عُماني فشعرت بالفخر رغم اندهاشي - معقول يوجد لدينا مثل هذه العقول والمفكرين مختفية؟ أين الإعلام والمؤتمرات والندوات منها ولماذا لا يستفاد منها؟ 

الاندهاش الآخر، كنَّا في ندوة في المركز الثقافي بصلالة وأثناء النقاش وتبادل الآراء والأفكار كان هناك في الوسط الأخير من المدرج صوت يسدح بأجمل الأفكار والتحليل العلمي الرزين الذي أبهر الجميع فقمت أبحث عن صاحب هذا الصوت فعرفت مكانه وذهبت إليه بعد انتهاء الندوة للتعرف عليه وبعد تبادل السلام سألته عن اسم الكريم فعرفني باسمه فقفز إلى ذهني ذلك الاسم الذي سجلته في رسالتي للدكتوراه كمرجع وذكرت الفلسفة والتحليل العلمي الرائع لذلك الموضوع، ذكرت الاسم الذي كنت أتمنى أن ألتقي به  في أقرب فرصة فكانت هذه أولها، ثم جاءت فرص أخرى بما فيها فرصة الندوة الجميلة والرائعة التي قدمها بحضور عدد كبير من المهتمين، كذلك الفرصة الأخيرة التي جمعتنا مع مجموعة من الإخوة في إحدى المخيمات في موسم الخريف، ومع أن اللقاء غير رسمي، فكنا في شوق كبير للاستماع منه ورغم توقفه أحياناً ربما لترك فرصة لمن يرغب بالمشاركة، ولكن كنَّا حرصين أن نستفيد من كل لحظة في وجوده.

رحم الله فقيد الوطن والفكر والمنطق العلمي، المفكر والدبلوماسي صادق جواد سليمان.

تعليق عبر الفيس بوك