معلمون وأولياء أمور يعددون الإيجابيات ويفندون التأثيرات السلبية

"التعليم عن بُعد".. هل يسلب الطلاب مهاراتهم الحياتية والاتصالية؟!

◄ الشيزاوي: عدم انتظام الطالب بالمدرسة يحرمه اكتساب المهارات من أقرانه

◄ الناعبي: فرصة لإلمام الأجيال الصاعدة بتفاصيل التقانة الحديثة

 

الرؤية - أيوب العدوي

تباينت آراء المعلمين وأولياء الأمور حول إيجابيات وسلبيات تطبيق تقنيات "التعليم عن بُعد" الذي فرضته تطورات تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، إلا أنهم اتفقوا على أنَّ التعليم الإلكتروني سبَّب فجوة في المهارات الحياتية لدى الطلاب؛ وأنَّ تواجد الطلاب على مقاعد الدراسة يُكسبهم بلا شك جُملة من المهارات الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم العملية سواءً من المعلم أو أقرانهم في قاعات التدريس.

وأبرزَ الدكتور محمد الشيزاوي أستاذ مساعد بكلية الآداب بقسم اللغة العربية في جامعة السلطان قابوس، تأثُّر الطلاب جراء تفشي جائحة فيروس "كورونا"، والتي فرضت الاعتماد على "التعليم عن بُعد" مما أثر على المهارات الطلابية المهمة لبناء شخصياتهم وجودة تعليمهم؛ كالاستفادة من المهارات المكتسبة من المعلمين وشخصياتهم وطريقة تعاملهم؛ وبالتالي فقد الطالب الاستفادة من التعلُّم عن طريق الاقتداء، معتبرا إياه أمرًا في غاية خطورة.. مضيفا بأن التعليم عن بعد أسهم في حرمان الطالب من التعلم عن طريق الأقران، والذي كان يتيح للطالب التعلم من صواب أقرانه وأخطائهم وما بترتب ذلك من ثواب وعقاب، وهو ما يساعده على تلقي المعرفة منهم سواء بمشاركاتهم الصفية أو نشاطاتهم خارج غرفة الصف. ولفت الشيزاوي إلى أنَّ هذه الظروف الجديدة سمحت للطالب بالاعتماد على غيره من زملائه وأهله، خصوصا وأنه يكون بعيدًا عن أنظار معلميه، كما عزّز الوضع الجديد العلاقة النفعية بين الطالب والمدرسة فغدا التعليم من أجل الحصول على الدرجات، دون الاهتمام باكتساب المهارات والمعارف.

من جانبه، قال حمود بن حمدان الناعبي مساعد مدير مدرسة: إنَّ التعليم الإلكتروني هو مطلب وفرصة لكي يتعود الطالب على استخدام التقانة الحديثة وتوظيفها بالشكل السليم في مجال التعليم، بحيث تكون لدى الطالب حصيلة معرفية وثقافة إلكترونية تُهيئه مستقبلاً ليكون ذا خلفية واسعة في مجال التعليم الإلكتروني، خاصة عندما يلتحِق الطالب بمؤسسات التعليم العالي الأكاديمي، ولكن ذلك لا يقف أمام الفجوات المهارية التي تلحق بطالب بعد التعليم الإلكتروني.

إلى ذلك، يقول الخطاب بن محمد العبري -ولي أمر: إنَّ الأسر تعاني بقلة الإلمام بالثقافة الإلكترونية؛ مما يشكل لديهم عبئًا بعدم قدرتهم على مساندة أبنائهم، خاصة المراحل الأولى من التعليم، ممن هم بحاجة لمساعدة. ويضيف: إنَّ إكساب الطلاب القيم الإيجابية والعادات الحميدة والسلوك السوي وتطبيق المهارات لا يأتي إلا بالممارسة والحضور المباشر، وهذا غير موجود في التعليم الإلكتروني.

وأشارت راية بنت حميد العدوية -ولية أمر- إلى أنَّ تكوين الصداقات والعلاقات مع الزملاء أمر ضروري، وعلى وجه الخصوص طلاب الصف الأول أو المرحلة الأولى من التعليم، ممن هم بحاجة للاحتكاك مع زملائهم، والتعرف عليهم عن كثب؛ فهناك طلاب بحاجة لهذه الصداقات خاصة الانطوائيين منهم، لاسيما علاقة الطلاب مع معلميهم، والتي هي اليوم شبه مفقودة. وتابعت: إنَّ الطلاب يفتقدون بعض المهارات الأساسية في التعليم، والتي يكون الطالب بحاجة ماسة لها، وهي مهارة الخط العربي، خصوصًا طلاب المرحلة الأولى؛ فالطالب عندما يعتاد الكتابة على جهاز الحاسب الآلي مستخدمًا لوحة المفاتيح يتناسى على الدوام مهارة الخط العربي (الورقة والقلم)، والتي تعد من الضروريات في مجال التعليم.

وأكد خليل بن منذر العبري على أن جلوس الوالدين أو أحدهما لفترة طويلة مع أبنائهم أثناء تلقي الدروس هو تأثير سلبي على الأبناء من ناحية الاعتماد على النفس، خاصة من لديه العديد من الأبناء في المدارس. ويقول: هناك فجوة في التعرف على الفروق الفردية بين الطلاب وليس بالأخص في التعليم، ولكن هناك فروقات فردية بين الطلاب من حيث الحالة الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية للطالب، فلا يمكن التعرف على هذه الفروقات عن طريق التعليم الإلكتروني.

تعليق عبر الفيس بوك