العيد مر من هنا!

زين بن حسين الحداد

مع بداية انتشار أخبار جائحة كورونا التي غيرت من شكل العالم، استقبلنا تلك الأخبار بكل جدية، لكن لم يكن أكبر المتشائمين يعتقد أنها ستستمر طويلا؛ ربما أسبوعين أو بالكثير شهرين ثم انحسار حتى الزوال!!

لكن الواقع كان مختلفاً كانت الأيام تمر ونحن نقول لعلنا اقتربنا من النهاية ولكن بلا جدوى. وأصبح رئيس منظمة الصحة العالمية مصدراً للتصريحات المشؤومة والمرعبة بل لن تجد في كلامه أي رائحة للتفاؤل حينها خرج قائلاً قد لا نجد حلاً لهذا الوباء، وكنت لا أصدق أن المرض سيستمر كل هذا الوقت وأن الحضارة ستتوقف عن النمو في هذا العالم.

هل اليوم عيد! نعم إنه يوم النحر الكبير والمرتبط بمناسك الحج وشعيرة من شعائر الله وكأنه يوم عادي، أين تلك الطقوس الرائعة أين تفاصيل العيد التي كنَّا نعتبرها شيئاً روتينياً ولم نشعر بأهميتها إلا بعد الفقد. وبعد أن انتصر كوفيد في العديد من المعارك وحصد أرواح الأحبة وأصاب صحة الكثير منهم، عاد مرة أخرى ليسرق فرحة العيد، فمتى يأتي وقت انتصار البشرية وتعود الحياة إلى طبيعتها؟ ومع ذلك تعلمنا من التاريخ أن الأزمات تنتهي مهما عظمت وكبرت، وأن الله يعيد اليسر بعد العسر وهو على كل شيء قدير.

اجتماع الأهل وزيارة الأجداد وبسمة الأطفال وتضرع الحجاج وفرحة العباد والكثير من مظاهر العيد اختفت وانصهرت في سبيل محاربة الوباء الذي في نفس الوقت لم يحرم جماهير الملاعب أو الحفلات الغنائية من التراص بشكل غريب في الوقت الذي يطلبون فيه إلغاء صلوات العيد وتقليل رواد دور العبادة بلا استثناء أو شروط واقعية، فهل الكوفيد هذا موجه لفئات معينة أم أن اللقاح المنقذ أدى مفعوله لديهم فقط! متى نصل لهذه المرحلة الإيجابية.. وهل سيحصل المُطعم على فوائد التطعيم أم أنه مازال يعُامل معاملة غير المُطعم.. وبالرغم من حصوله على جرعتين إلا أنه يطلب منه الحجر أسبوعاً عند العودة من السفر.

ختامًا.. مرَّ العيد من هنا ولم أره في يومنا لا بالعين المجردة ولا بحاسة الإحساس البشرية، ولكن أسأل الله أن لا يحرمنا أسرار وبركات هذا اليوم وأن يقسم لنا من عطاياه وأن يرفع البلاء عن وطننا والأمة والإنسانية جمعاء.

تعليق عبر الفيس بوك