أسباب الإصابة بفيروس كورونا في الأماكن المغلقة

مع انتهاء قيود التباعد الاجتماعي في إنجلترا وتخفيفها أكثر في اسكتلندا في 19 يوليو، تظل التهوية الجيدة مهمة جداً لتجنب الإصابة بكوفيد 19.

كان يُطلب منّا لأشهر، أن نغسل أيادينا باستمرار ونحافظ على قواعد التباعد الإجتماعي خلال اللقاءات والتجمعات للتغلب على الفيروس.

لكن العلماء والمهندسين يقولون إننا بحاجة إلى التفكير في الهواء الذي نتنفسه داخل المباني أيضاً.

وهناك خطوات يجب اتباعها من أجل الحفاظ على التهوية الجيدة، فإذا كان الهواء فاسداً، فغادره وعندما تدخل غرفة وتشعر أن الجو خانق بالداخل أو الهواء ملوث، فذلك يعني وجود خطأ ما في التهوية. وعدم السماح بدخول ما يكفي من الهواء النقي إلى الداخل، يزيد من فرص إصابتك بفيروس كورونا.

وأظهرت الأبحاث مؤخراً أنه في الأماكن المغلقة ذات المساحات المحدودة والضيقة، يمكن للفيروس الانتقال عبر الهواء لأن جسيمات صغيرة من الفيروس قد تبقى في الهواء لساعات.

ووفقاً للوائح مكان العمل التي تم وضعها قبل الوباء، يجب أن يحصل كل شخص على 10 لترات من الهواء النقي في كل ثانية، وهذا الأمر حيوي جداً أكثر من أي وقت مضى.

لذا، إذا بدا لك المكان مكتظاً ومزدحماً، عُد أدراجك ولا تدخل، كما يقول هيويل ديفيز، المدير الفني لمؤسسة "تشارترد" لمهندسي خدمات البناء. مضيفاً إنه من الضروري جداً التأكد من أن هناك تدفق جيد للهواء النقي.

"إذا كان هناك شخص مصاب بالفيروس في مبنى ما، وتم ضخ الكثير من الهواء الخارجي إلى داخل المبنى، فأنت تخفف من تأثير أي مادة معدية. وبعبارة أخرى، أنت تقلل من خطر إصابة الآخرين بالعدوى".
ويجب أيضا إلقاء النظر على مكيف الهواء فأجهزة التكييف في معظم الأماكن تستخدم عند ارتفاع درجات الحرارة، بدءاً من المكاتب إلى المتاجر، لكن يجب أن تتحقق من نوع الجهاز الذي تبتاعه، فأبسطها عبارة عن صندوق أبيض رفيع يُثبت على الجدران أو الأسقف، والمعروف باسم مكيف الهواء المنفصل (سبليت).

يقوم جهاز السبليت بسحب الهواء من الغرفة، ومن ثم تبريده وإعادة تنفيثه مرة أخرى.

بمعنى آخر، يعيد الجهاز تدوير الهواء.

لن تسبب هذه أي مشكلة إذا كانت زيارتك سريعة للمكان، لكنها قد تكون هناك مخاطر إذا استمر بقاءك في المكان لساعات. 

وألقت دراسة جرت على مطعم في الصين، باللوم على هذا النوع من أجهزة التكييف في نشر الفيروس. فقد كان أحد زبائن المطعم مصاباً بالعدوى دون أن تظهر عليه أي أعراض، ولم يدرك الزبون نفسه أنه مصاب.ويعتقد العلماء أنه نفث الفيروس في الهواء خلال تحدثه وتنفسه، وبالتالي انتشر الفيروس في جميع أنحاء الصالة عن طريق موجات الهواء الصادرة من أجهزة التكييف المعلقة على الجدران، وكانت النتيجة إصابة تسعة أشخاص آخرين.

ويشير الدكتور ديفيس، مرة أخرى إلى أهمية الهواء النقي بقوله: "إذا كان هناك ضخ جيد للهواء الخارجي إلى الداخل، فمن المحتمل جداً أن يصاب عدد أقل من الناس إن وجدوا".يحتوي نظام التهوية الحديث على فلاتر ولكنه مصمم بطريقة مبتكرة لا مجال للخطأ فيه أو قد تحدث أعطال طفيفة فيه.

وفي الولايات المتحدة، وجد الباحثون الاستقصائيون في مستشفى جامعة أوريغون للصحة والعلوم، أن الفلاتر تحد كثيراً من انتشار الفيروس، لكن بعضها ينج في الإفلات منها بطريقة ما.

ويعتقد البروفيسور كيفن فان دين ويملينبيرغ، الذي قاد المشروع، أن أخذ عينات من الفلاتر قد يكشف ما إذا كان هناك مصاب في المبنى.

وفي كوريا الجنوبية، شهد أحد مراكز الاتصال الذي يقع في الطابق الحادي عشر من مبنى إداري، إصابة أكثر من 90 شخصاً بالفيروس.

ولو كانت الفلاتر قد فُحصت بشكل متكرر، لربما كان من الممكن كشف الفيروس في وقت أبكر.

ويقول ويملينبيرغ أنه يمكن أن تبين لنا البيانات المأخوذة من الفلاتر، "أين ومتى نقوم بمعالجة العدوى"

لو تحدثتَ إلى أي خبير في هذا المجال، سيقول لك إن الهواء النقي هو الحل. لكن يقول أحد المتخصصين في حركة الهواء، إن الأمر ليس بهذه البساطة.

اعتاد نيك ويرث، على تصميم سيارات سباق الفورمولا 1، ويقدم الآن النصائح إلى المتاجر وشركات تجهيز الأغذية، حول كيفية إدارة تدفق الهواء للحفاظ على سلامة الناس.

نتاب ويرث شعور بالقلق إذا جلس أحدهم بالقرب من نافذة مفتوحة، وتبين أنه مصاب بالفيروس، فسينقل العدوى للآخرين الجالسين في اتجاه الريح.

ويقول متسائلاً: "إذا قمت بفتح نافذة، فإلى أين سيذهب الهواء؟".

"المزيد من الهواء النقي بشكل عام أفضل ولكن إذا كان يتدفق بشكل أفقي وملوث بالفيروس، فقد يكون لذلك عواقب ليست في الحسبان".

 

وضعت هذا السيناريو أمام البروفيسورة كاث نواكس. ترى نواكس، إن فوائد وفرة الهواء النقي المخفف للفيروس تفوق أي مخاطر، قائلة إن النافذة المفتوحة قد تؤدي إلى إصابة المزيد من الأشخاص بالفيروس ولكن بدرجة أقل خطورة.

 

ليس من المستغرب وجود اختلافات بالرأي، فلا يزال هناك الكثير مما نجهله عن الفيروس.

 

لكن الهواء الذي نستنشقه، سيكون جزءاً من أي جهد لجعل المباني أكثر أماناً.

تعليق عبر الفيس بوك