الرؤية - عبدالله الريسي
دعا أطباء وممرضون مرضى السكري إلى ضرورة التقيُّد بإجراءات وقائية واحترازية أشد صرامة، حيال فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مؤكدين ضرورة الانتظام والمواظبة على تناول الأدوية المنصُوح بها حسب حالاتهم، والمراجعة الدورية للطبيب المختص، وممارسة الرياضة، كضمانة لاستقرار نسبة السكر في الدم، تجنُّبًا لأية مضاعفات تقلل فاعلية المناعة في الجسم.
وقال الدكتور علي بن خميس الريسي الاستشاري بمستشفى صحار: صحيح أنَّ مرضى السكري لا يختلفون عن الأشخاص غير المصابين بالسكري في احتمالية التعرض للإصابة بفيروس كوفيد 19، لكنهم إذا أصيبوا يكونون أكثر عُرضة للمضاعفات التي قد تهدِّد حياتهم، وكذلك يصبحون أكثر عُرضة لدخول العناية المركزة، وأحياناً يصل الحال إلى الوفاة. لافتًا أنه في حال اختلال نسبة السكر في الدم يتأثر الجهاز المناعي لمريض السكري بشكل ملحوظ؛ مما يؤدي لمضاعفات لا تُحمد عقباها.
وكانت دراسة للمراكز الأمريكية للتحكم في الأمراض والوقاية، قد أفادت بأنَّ الأشخاص المصابين بداء السكري لديهم "قابلية أكبر" خلال حالات الطوارئ الصحية للتعرض بمعدل الضعف لخطر المرض الشديد أو الوفاة بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). ووجد الأطباء وعلماء من دول مثل أستراليا والصين وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة، أنَّ "الأفراد الذين يعانون من مرض السكري أو الأمراض المصاحبة أو كليهما" معرضون "بشكل خاص" للإصابة بكوفيد 19.
إلى ذلك، قالت خلود خالد الخوالدية صيدلانية في مركز صحي لوى، إنَّه وفي ظل الظروف الاستثنائية الحالية، وعدم توافر بعض الخدمات لمرضى السكري، فإنَّه من الواجب كي يحمي مريض السكري نفسه أن يبقى على تواصل دوري مع الطبيب المعالج لمعرفة كيفية التصرف عند أي طارئ، وأن يحرص مريض السكري على الحصول على معلومات مباشرة حول كيفية السيطرة على نسبة السكر في الدم للحفاظ على الجهاز المناعي، كما يجب مراقبة مستويات السكر في الدم عن كثب أكثر من المعتاد، خصوصاً أثناء الإجهاد.
ولفتت الخوالدية إلى أنَّ المراكز الصحية تنصح جميع مرضى السكري بالالتزام بالإجراءات الاحترازية لتجنب إصابتهم بالفيروس، والاستمرار في قياس مستويات السكر في الدم بشكل دوري.. مشيرة إلى أنَّ هناك نوعيْن لمرض السكري؛ الأول يكفيه دواء الأنسولين الذي ينقسم إلى 3 أنواع (سريع المفعول، متوسط المفعول، المختلط)، أما فيما يخص النوع الثاني فتُصرف له أدوية عدة؛ أهمها: بايجوانايد وسلفونايل يوريا وجليبتنز.
فيما أكَّدت الممرضة منى بنت سالم الريسية، أنَّه إذا لوحظ أن نسبة السكر مرتفعة عن المعدل الطبيعي يُعطى الشخص ورقة متابعة للسكر لمدة 3 أيام، ثم تعرض النتيجة على الطبيب المختص، في حالة تشخيصه كمريض سكر يتم عمل فحوصات تنقسم إلى نوعين؛ الأول عن طريق أخذ عينة دم لمتابعة السكر التراكمي، والثاني عن طريق فحص المريض؛ وذلك من خلال متابعة تأثير السكر على الجسم، ويكون بمتابعة العين أو النظر والقدم ووظائف أعضاء أخرى في الجسم كالكلى والكبد وكذلك عمل تخطيط للقلب.
يشار إلى أنَّ عدد الحالات التي سجَّلتها السلطنة لمرضى السكري بشكل عام حسب محافظات السلطنة بلغ بنهاية العام 2019 حوالي 6430 حالة، وكانت نسبة الإناث 54.3%، بينما كانت النسبة 31% للفئة العمرية من 45-49 سنة، تليها الفئة العمرية من 40-44 سنة؛ حيث كانت 30%، ثم الفئة العمرية من 50-54 سنة وهي تمثل حوالي 25%، وبلغ إجمالي حالات مرض السكري المسجلة على المستوى الوطني في نهاية العام 2020 حوالي 105 آلاف و317 حالة.
