الشبح الخفي ما زال حاضرًا

 

فاطمة الشريقية

انقلبت الأحوال، تغير روتين الحياة، وتأثرت كافة الجوانب جراء وجود فيروس كورونا، حيث اندثر الاقتصاد، وتعرقل التعليم، وفقدنا الكثير من الأرواح، ولا زال المجتمع يعاون على الهلاك، ولا نلقي اللوم على المجتمع كلياً، كما أننا لا نلقيه أيضًا على الحكومة كليًا، فالتقصير في بعض الجوانب والزوايا نشأ من الطرفين.

تفاقمت الحالات المصابة، وتزايدت الوفيات، وحين نرجع للأسباب فإنها جمة، فالاستهتار الناتج عن التجمعات شبه اليومية أو الأسبوعية، وإقامة حفلات الزفاف والمناسبات المختلفة، دون التقيد بالإجراءات الاحترازية، كل ذلك ساهم في ما نحن عليه الآن! وقد ينم هذا التهاون بالمرض واعتقاد الكثيرين أنه "مؤامرة"، عن قلة الوعي المجتمعي، فلابُد من بروز دور الإعلام بشكل أكبر في هذا الجانب للتثقيف والتنوير واستخدام عنصر الإقناع من خلال تكثيف الحملات الإعلامية التي تتناول مدى خطورة هذا المرض، ونفي الشائعات والأقاويل التي تتداول على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة باللقاح؛ حيث إن بعض الأشخاص لا يتقبلون فكرة اللقاح حتى الآن، معتقدين أنه "تجارة وربح اقتصادي" لا أكثر، ويزعمون دون دليل علمي أنه مخاطرة بالروح، وتساورهم شكوك حول التأثيرات التي سيخلفها اللقاح عليهم على المدى البعيد.

ومن جانب آخر، أجد أن الحظرالجزئي ليس حلا؛ لأن التكدس الهائل الحاصل قبل فترة الحظر سبب في تناقل الفيروس بشكل كبير؛ حيث يتجمع الناس قبل الحظر، ويقيمون أعراسهم وحفلاتهم  قبل الحظر، فما الجدوى من الإغلاق إن كنَّا سنجري جمعاتنا ومناسباتنا قبل الحظر؟!

يخدعون أنفسهم وهم يعلمون! وبالتالي يجب إعادة النظر في خطط إدارة هذه الأزمة لتقليص عدد الحالات والوفيات؛ حيث من الضروري جدًا أن تتكاتف الجهود، فالجميع في دائرة الخطر طالما أننا بشر فنحن معرضون للإصابة بالشبح الخفي، كما على الجهات المعنية أن تتخذ خطوة أخذ اللقاح بشكل إلزامي من قبل الجميع، بحيث يمنع الناس من الدخول للمحال التجارية، أو مزاولة أعمالهم ما لم يأخذوا اللقاح، حاله كحال السفر.

علينا أن ندرك تمامًا أن نتيجة ما نجنيه من أخطاء اليوم سندفع ثمنه خلال الأيام والأسابيع القادمة، وكلنا مسؤول!

 

تعليق عبر الفيس بوك