سالم كشوب
عندما يفكر صاحب فكرة أو رائد عمل بإقامة مشروع ما فإنَّ أوَّل ما يتبادر إلى ذهنه سهولة الحصول على البيانات التي تُساعده في تكوين صورة واقعية عن وضع المشروع الذي يُفكر في إقامته سواءً فيما يتعلق بحجم الاستيراد للمنتج والمنافسين والإجراءات والضوابط والتسهيلات المتوفرة والأهم الفرص الاستثمارية الحقيقية المتوفرة في المكان المزمع إقامة المشروع فيه أو البدائل الأخرى، وبالتالي تحديد التكلفة الحقيقية لمشروعه؛ سواء كان التمويل ذاتيًا أو عن طريق جهات التمويل وبالتالي احتساب مبلغ السداد والرسوم والفوائد المترتبة عليه.
هنا لا نقصد إعداد دراسة جدوى واقعية واحترافية في المقام الواحد، وإنما غياب البيانات التفصيلية التي بالإمكان الحصول عليها بسهولة وتكون محدثة تلقائياً لتحليل الفرص الاستثمارية في مختلف محافظات السلطنة والتي يمكن إسنادها لرواد الأعمال العمانيين مع حوافز مشجعة تضمن مشاريع ذات جودة واستمرارية وتقدم قيمة مضافة حقيقية وتسهم في تحريك الكثير من المشاريع الوطنية في القطاعات ذات العلاقة بنوعية المشاريع التي يمكن أن توفر مزيدا من فرص العمل المشجعة لاسيما في القطاعات والأنشطة الاقتصادية الواعدة، أو تخصيصها للمستثمرين الخارجيين وفق مسار يضمن عائدا محفزا للبلد والمجتمع بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وهنا لا ننكر الجهود الكبيرة للقائمين على المركز الوطني للإحصاء والمعلومات الذي آلت تبعتيه لوزارة الاقتصاد مؤخرًا في عملية توفير البيانات والإحصائيات والمعلومات المتعلقة بمختلف القطاعات والأنشطة وكونه المرجع الرئيسي لمختلف الجهات والأفراد ورجال الأعمال والمستثمرين بشكل خاص ولكن لابد من تضافر جهود مختلف الجهات ولاسيما ذات العلاقة بالجانب الاقتصادي لتوفير كافة البيانات والأرقام، التي سيكون لها الأثر الكبير في رسم صورة واضحة فيما يتعلق بالكثير من القرارات للاستثمار في العديد من المجالات التي ربما غياب الصورة الواضحة والكاملة وسهولة الحصول عليها في أي وقت قد يُؤثر في تحويل مسار الكثير من الاستثمارات خارج السلطنة.
أخيرًا.. مما لا شك فيه أننا أصبحنا في عصر البيانات التي هي المحفز الأكبر لاتخاذ الكثير من القرارات والتي تتسابق الكثير من الدول في سبيل جذب المزيد من الاستثمارات في توفيرها بكل سلاسة وسهولة وبصورة تكاملية بين مختلف القطاعات لرسم خارطة واضحة المعالم عن الفرص الموجودة المرتبطة بحوافز حقيقية مشجعة وواضحة تلعب دورًا مهمًا في بوصلة ومسار القرار المتخذ وبالتالي أخذ نسبة من الاستثمارات العالمية التي ترتبط أولاً وأخيرًا بعنصر البيانات المتوفرة والقوانين المحفزة للمشاريع التي يتم الاعتماد عليها في التخطيط والتفكير بأدق التفاصيل وبتوقيت زمني محدد.
ونحن في عالم متغير قد يكون لتباطؤ قطاع أو جهة معينة دور سلبي في إنجاح مختلف الخطط والبرامج التي تم تخصيص تكاليف مالية وبشرية لها بالفشل في الوصول للرقم والنسبة المئوية المخطط لها إضافة إلى سهولة وحداثة البيانات المتوفرة من مصادرها الرسمية سيلعب دورًا مؤثرًا في تشجيع عمليات البحث العلمي والدراسات التي يمكن أن تضيف رصيدًا مهمًا وزاخرًا للمكتبة العلمية في السلطنة في شتى المجالات والقطاعات.