رياضة ذوي الإعاقة.. بين الواقع والمأمول

 

عبدالله المحرزي **

** رئيس اللجنة الرياضية بالجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة

abuosama77077@gmail.com

 

 

المتتبع لرياضة ذوي الإعاقة في سلطنتنا الحبيبة ليرى ويبصر بأم عينيه أن الاهتمام بها ضعيف جدًا ولا يوزاي حجم الإنجازات التي حققها أبطالنا من ذوي الإعاقة وأكبر مثال البطل العالمي محمد المشايخي وغيره من الأبطال الآخرين فلا وجود لأندية رياضية في مُحافظات السلطنة خاصة بالرياضات المختلفة لذوي الإعاقة وإنما اقتصر الاهتمام بهذه الرياضية على شكل منتخبات تشرف عليها اللجنة البارالمبية وغيرها(رغم ما تقوم به هذه الجهات مشكورة في هذا المجال) ولكن لا يلبي الغرض المأمول منها من مختلف الإعاقات.

فرياضات ذوي الإعاقة في السلطنة أصبح لها شأن كبير وحققت إنجازات رائعة في فترة قصيرة نسبيًا فأصبحت الحاجة مُلحة لوجود أندية في المحافظات تجمع الرياضيين من ذوي الإعاقة في كيان واحد تتيح لهم مُمارسة أنشطتهم الرياضية الترويحية والعلاجية وتكون متنفسًا لهم للإبداع واستنهاض هممهم الكامنة التي من المُمكن أن تخرج لنا الكثير من الأبطال بحجم محمد المشايخي ورفقائه وتعين الجهات القائمة على مُنتخباتنا الوطنية بانتقاء الأميز منهم في عدد من الرياضات وليس رياضات مُعينة فقط كما هو حاصل الآن لسبب أو لآخر.

كذلك تحتاج هذه الرياضات لكيان كبير مثل إشهار اتحاد رسمي لرياضات ذوي الإعاقة يكون مدعومًا من الحكومة لأن الدعم المقدم حاليًا ضعيف نسبيًا بالمقارنة مع رياضات قرنائهم الأسوياء .

فوجود الاتحاد ووجود أندية خاصة بهم سيجعل ذوي الإعاقة أكثر اهتمامًا بالانخراط في ممارسة مختلف الرياضات لما قد يرونه من اهتمام واضح به.

كذلك وجود الاتحاد سيكون أكثر قدرة على توفير متطلبات العمل الرياضي لذوي الإعاقة مثل المعسكرات الإعدادية وأدوات التدريب المختلفة ووجود مدربين متخصصين في هذه الألعاب.

فالملاحظ حاليًا وجود نقص كبير جدًا في هذه المتطلبات ومعاناة كبيرة من قبل القائمين على رياضات هذه الفئة المميزة وربما تكون منتخبات ذوي الإعاقة تحظى ببعض الاهتمام والذي يستفيد منه عدد قليل من الأشخاص ذوي الإعاقة

المتواجدين في هذه المنتخبات فقط ولكن الشريحة الأكبر الموجودة خارج هذه الأسوار شبه مهملة وخير مثال على ذلك فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة والذي تكون عن طريق فرع الجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة بصحار من بداية ٢٠١٨م ولم يجد حتى الآن أبسط أنواع الدعم له فلا مدرب رسمي ولا كراسي خاصة باللعبة وإنما اجتهادات شخصية من قبل منتسبيه ويعاني بشكل كبير في إثبات وجوده ورغم ذلك تم اختيار عددٍ منهم للانخراط في تدريبات المنتخب.

ومن وجهة نظري واقعنا الحالي لرياضات ذوي الإعاقة مظلم جدا وليس هو المأمول والمتوقع ولا يوازي حجم الإنجازات التي تحققت ونأمل مع إخواننا ذوي الإعاقة بغد مشرق لرياضتهم.

لذا نرفع الأصوات عالية للحكومة والمسؤولين عن الرياضة في السلطنة بالالتفات لهذه الفئة والاهتمام بها في المجال الرياضي ونطالب بإشهار أندية لذوي الإعاقة في كافة محافظات السلطنة ومنح أراضٍ لها لإقامة منشآت رياضية عليها  ونرجو من الله سبحانه وتعالى التوفيق في ذلك.

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك