راموس يُغادر "الملكي"

 

مجيد بن عبدالله العصفور

بنى مجدًا فى أعظم الأندية ثم أضاعه بحماقة لا نظير لها، كان يمكن أن يلتحق بركب العظماء مثل دي ستيفانو، ثم يتقلد منصبًا مهمًا فى النادي ،لكن الحماقة من يداويها؟

أراد معاملة خاصة بدل أن يكون قدوة لرفاقه، لكن للنادي معاييره لكبار السن من اللاعبين فكان فراقا لابد منه!! لا شك أن راموس قدم الكثير، وبالمقابل أخذ من النادي الكثير من المجد والشهرة، ولا ننسى أن ما تحقق من أمجاد وبطولات لم يكن المتسبب الوحيد فيها؛ بل جيل كامل من اللاعبين والمدربين وغيرهم.

الأمجاد لا يصنعها فرد واحد!

تناقلت وكالات الأنباء وشبكات التواصل الاجتماعي الكثير من التعليقات حول انتهاء حقبة أسطورة سرجي راموس مع ريال مدريد، وبيريز الرئيس المحنك الذي يحفظ دائمًا هيبة الريال. بيريز يعمل على أن لا يلدغ من جحر مرتين! ظاهرة بيل درس لن تتكرر!

من الملاحظ أن عدد من اللاعبين ممن تم التوقيع معهم في عقود طويلة يفضلون البقاء في الريال وبرواتبهم المليونية الخرافية، على مغادرة الريال برواتب أقل بكثير مما لو بقوا في الريال ومرتاحين على مقاعد البدلاء.

راموس محب ومخلص للريال وقائد من الطراز الأول، ولكن لايقبل الريال أن يتحكم فيه لاعب مثل كرستيانو، ويضعفوا من مكانته وهيبته، ويحذو كل لاعب حذوهم.

العقود الطويلة بعد إن حقق الريال كاس الأبطال الـ13، أضرت الريال كثيرًا، حتى وصل الحال لما وصل إليه الريال، وأصبح يتعكز على الحرس القديم، وشاهدنا عدد الإصابات هذا الموسم الأكثر في تاريخ الريال.

فما هي الأسباب؟

باعتقادي هي عامل السن والعقود الطويلة، وظاهرة بيل والتعاقدات السيئة مع بعض الوجوه الشابة، وفريق الإعداد البدني والفريق الطبي.

إذًا.. لماذا ساوم راموس الريال طيلة الموسم المُنصرم مع علمه بسوء مستواه، وكثرة إصاباته المؤثرة وكثرة حصوله على البطاقات الحمراء في الأوقات الحرجة؟ ومع ذلك بدلاً من أن يوافق على عرض النادي ويثبت جدارته والمحافظة على مكانته كقائد يحتذى به ويكون قدوة لبقية اللاعبين!

أصبح العكس وفسح المجال لمودريتش الذي أثبت إخلاصه وحبه للريال قبل حبه للمال، وافق على عرض النادي وأنهى كل شيء، وتفرغ لمنتخب بلاده.

ومع ذلك كنا نتمنى أن يكون راموس مع الريال للأبد، لكن قدر الله وما شاء فعل.

ويبقى الريال نسرًا يعتلي قمم الجبال، وإذا هرم أو كبر تخلص من منقارة ومخالبه وأجنحته القديمة البالية التي أضعفته على ممارسة حياته، والانقضاض على فريسته، والتحليق في أعلى القمم ومن يُريد أن يلحق به لن يستطيع ويسقط إلى الأسفل وينتهي، ويستعيد شبابه ويبقى نسرًا شامخًا.

هذا هو الريال نسرٌ شامخٌ في علوه.. وسيبقى!