كيف تقضي على البطالة؟ (4)

 

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

 

"أنجز مهامك الصعبة أولاً.. أما السهل منها فسوف يتم من تلقاء نفسه". ديل كارنيجي.

-----------

في مسارات الاستثمار وفتح فرص العمل للعمالة الوطنية عدة مجالات خصبة للفوز بعدة فوائد وعلى طريقة رمية بعصفورين، هناك خطط ورؤى طموحة قد تفتح أبوابًا من الخير للبلد وللمواطنين ولأمور وجهات عدة منها السياحة.

السياحة لها عدة مجالات وليس مجالًا واحدًا، هناك من يعتقد أن السياحة هي فقط في الآثار والحصون والقلاع والمتاحف، وهناك من يعتقد بأنَّ السياحة العصرية في الأسواق أوما يسمى بسياحة المولات والفنادق والمنتجعات الفخمة وغيرها، ولاشك صحيح ماسبق، لكن ليس به ابتكارا بمعنى الابتكار وليس شيئًا جديدًا، إذ من المهم العمل على نظام تستفيد منه البلد ويعتبر كالسياحة المُستدامة أوالسائح الذي يبقى أطول فترة زمنية في البلد (المقصود الزيارات السياحية التي لا تتعدى أشهر قليلة وليس إقامة للعمل)، ليفيد ويستفيد، لذلك علينا أن نفهم أن للسياحة تنوعات ومنها على سبيل المثال لا الحصر:  السياحة العلاجية والسياحة التعليمية.

ونبدأ بالسياحة العلاجية؛ حيث هناك نوعان أولهما الطب الشعبي أو الطب البديل، والطب المتخصص، وتمتلك بعض الدول مصحات طبيعية كالمياه الساخنة في المصحات وغيرها وكذلك طب الأعشاب، إذ بالإمكان الاستفادة من أية مؤهلات طبيعية تمتاز بها البلد، وأيضًا بالإمكان تطوير المستشفيات واستقدام أفضل الأطباء للعمل في مستشفيات يُديرها القطاع الخاص، ويستفيد منها المواطن من خلال التأمين الصحي المفيد للمستشفى والمريض، حيث يتم عرض فرص جاذبة لمشافي عالمية لفتح أفرع لها بالبلاد، وتسهيل كل من شأنه ليحقق الفائدة للجميع. وكل من يتابع سيرى استفادة عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مثل هذه الخطط، من حيث خلق فرص عمل في خدماتها المساندة، إضافة إلى تشغيل للفنادق وقطاع النقل الجوي والبري وكذلك الأسواق تستفيد من وفود المرضى ومرافقيهم، ولاننسى القيمة المضافة التي تتحقق للقطاع الصحي من جهة، وللاقتصاد من حيث تداول العملات الصعبة واستفادة العديد من هذه الأمور، حتى محلات الصرافة ومحلات حجوزات السفر، أي أنه في حال تحققت هذه الخطط سينتعش الناتج الإجمالي، ولا ننسى ترويج الثقافة والفنون؛ لأن كلا يسحب بعضه، والدول الناجحة تستغل كل نقطة لصالحها.

ومن النقاط التي من المهم التركيز عليها أن في الهند مشافي علاج طبيعي يقصدها الكثير والكثير غيرهم تمنعهم بعض الأمور السفر للهند، من الممكن وبأفكار بسيطة وإرادة إدارية خلاقة جذب العديد من هذه المصحات المعروفة وتسهيل تواجدها، وفتح مقرات لتكون قريبة وأسهل لمن يحتاج أويرغب بالتعامل معها، وفي وجودها فتح فرص عمل للمواطنين (بالإمكان وضع بنود تشترط تعيين العنصر الوطني وفق لوائح مفيدة للجميع)، وكذلك تنشيط السياحة العلاجية لهذا النوع من الطبابة.

أما السياحة التعليمية فهي واضحة البنود ولا تحتاج توضيحات أكثر، فقط تحتاج إرادة وفكر واعي لمعرفة حجم هذه السياحة، سهل الإتيان بأرقام وإحصائيات ومواقع الشبكة العنكبوتية تختصر آلاف الساعات، إنما المهم القتاعة ثم الفكر الواعي ومن ثم الإرادة السياسية لتنفيذ الخطط ونقلها من الورق إلى الواقع؛ لأن بلا دعم سياسي يقتنع بالخطة لايمكن تنفيذها، لأن الموضوع ليس سهلًا بل يحوي بنودًا مترابطة.

البداية الأولى معرفة الجامعات وكليات الدراسات العليا بالبلاد، ومكانها بالتصنيفات الدولية، ووضعها في معادلات وزارات التعليم العالي بالدول الشقيقة والصديقة، بعد ذلك تدعيم هذه المؤسسات الأكاديمية بما يلزم من النواقص كهيئة تدريس وموارد بشرية والمباني وما يحتاجه التعليم الأكاديمي وفق خطط مدروسة وواقعية خاصة من ناحية التمويل، ووضع إعلانات بالأماكن المناسبة خاصة إلكترونيا لاستقبال الطلبة من داخل وحارج البلاد وفق لوائح علمية وإدارية ومالية مناسبة ومعقولة، كذلك تقديم حوافز لقبول الطلبة من خارج البلاد من ناحية تسهيل الإقامة وربطها بالدراسة (تأشيرة دراسية كمثال)، كذلك بناء سكن للطلبة لكل مؤسسة أكاديمية (إن لم يكن موجودًا بالفعل) لاستثماره بالتعاون مع جهات متخصصة بالإجارة وخدمات الضيافة من أجل سكن الطلبة الوافدين، ومن الممكن ربط رسوم الجامعة مع رسوم السكن ليكون الرسوم المدفوع واحد لكنه شاملا للاثنين (رسوم دراسية/ رسوم سكن)، ويتم وضع شروط التعاقد بيسر حتى يستفيد الجميع، لذلك يتوقع أن تفتح مثل هذه السياجة التعليمية فرص عمل لا تُعد ولا تُحصى للعمالة الوطنية سواء في الجانب الأكاديمي أم الجوانب المساندة.

ما سبق مجرد أفكار قابلة لعدة صياغات تتوافق والفكر الطالب لها، ولا تسع مساحة المقال لعرض تفاصيل، إنما ما سبق- كما ذكرت- مجرد أفكار قابلة لعدة صياغات وإضافات وتعديلات، بما يتوافق ويتطابق ويناسب الإمكانيات والأنظمة.