ثقافة السلامة المرورية

 

أحمد بن خلفان الزعابي

zaabi2006@hotmail.com

 

مفهوم الثقافة بإطارها العام تمثل سلوكا اجتماعيا ومعيارا موجودا لدى المجتمعات البشرية، وهناك الكثير من التعريفات الأخرى للثقافة عموماً قد لا نكون بصدد تناولها في هذا المقال، إلا أنَّ الثقافة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمعرفة ومن هنا فإننا إذا ما عكسنا المفهوم العام على المسألة المرورية سنجدها تتمثل في سلوكنا نحن كأفراد على الطريق سواء كنَّا سائقين أو راكبين أو راجلين/ مشاة أو مستخدمين للطريق بوجهٍ عام.

شهد العالم تطور حركة المرور وازدياد المركبات المستخدمة على الطرق وقد رافق هذا الازدياد تطور المواصفات الفنية والهندسية للتصميم للطرق والأنفاق والجسور، كما دعت الحاجة لقيام السلطات المختصة بمختلف دول العالم إلى سن وإصدار التشريعات والقوانين واللوائح الخاصة بتنظيم المرور بوجهٍ عام، وليس ذلك لشيء إنما لأجل ضمان الاستخدام الآمن للطرق وكذلك لحماية أرواح مستخدمي الطرق عموماً ولأجل المُحافظة على البشر والنظام والمظهر العام لكل بلد من بلدان هذا العالم.

ومن هذا المنطلق فإننا أنا وأنت والآخرون مطالبين باحترام النظام المروري والالتزام بقواعد وإرشادات المرور وإعطاء الطريق حقه، وكل هذه المصطلحات تعتبر دلالات لإجراءات كثيرة ، إلا أنَّ التزامي والتزامك كمستخدم للطريق يتيح للآخرين الاستخدام الآمن ويتمثل الاستخدام الآمن في أوجهٍ عديدة وسنتطرق إلى بعض منها، كالفحص المبدئي للسائق الذي يقوم من خلاله بتفحص بعض النقاط الظاهرة أمامه خارجياً وداخلياً على المركبة التي سيقودها، ثم كذلك السياقة باتباع أنظمة المرور والالتزام بشواخص الطريق التي تعتبر مفتاحاً أو موجهاً لعلامات الطريق التي يحتاجها السائق أثناء سياقة مركبته على الطرق، وما تقيدنا وانضباطنا ومراقبتنا لذاتنا أثناء السياقة إلا انعكاس لتربية أسرنا لنا وهي في ذات الوقت صفات محمودة فنحن كعُمانيين مجتمع مُحافظ مسلم مسالم جُبلنا على الاحترام المتبادل وحفظ النفس وحفظ حقوق الآخرين كما أمرنا به ربنا سبحانه وتعالى.

لذلك الإنسان السوي تجده ملتزماً بذاته لا يتجاوز السرعة القانونية المُحددة طبقاً للمواصفات الفنية للطرق ولا يستخدم الهاتف النقال أثناء السياقة لأنه يعتبر من المشتتات، ولا يُسابق الزمن أمام الإشارات الضوئية، كما تجده يُعطي الطريق حقه ويراعي الأولوية في عبور المشاة للطريق وعبور المركبات الأخرى وفقاً للنظم.

والسائق المُنتظم تجد صفة الهدوء وسريرة النفس تلازمه وذلك لكي يبقى مُركزاً على الطريق حيث وجد، والملهيات على الطريق كثيرة، إلا أنها تشتت تركيز السائق وتجعله في دائرة الخطر وقد تتسبب هذه المُلهيات في قيام السائق بارتكاب مُخالفات مرورية تختلف جسامتها بقصد أو من دون قصد، وقد ينتج عن هذه المخالفات متاعب جمَّة للسائق أو من كان برفقته أو لمستخدمي الطريق الآخرين، وما انتشار رجال المرور والدوريات وأجهزة ضبط السرعة وكاميرات مراقبة الطرق إلا لأجل الاستخدام الآمن للطرق وضبط المخالفين وتقديم المساعدة بشتى أنواعها إن لزم الأمر.

وختامًا.. فإنَّ التزامنا بقواعد وإرشادات المرور يحقق لنا كسائقين ولمستخدمي الطرق الحدود المطلوبة لسياقة آمنة تضمن سلامتنا ومن برفقتنا وسلامة بقية مستخدمي الطريق، ودمتم سالمين.

تعليق عبر الفيس بوك