الرؤية- مريم البادية
حثَّ أطباء جميع الفئات المُستهدفة على ضرورة الإسراع لتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا "كوفيد-19"، مؤكدين فاعلية وأمان اللقاحات المُستخدمة في السلطنة.
وقال الدكتور رضا اللواتي اختصاصي أمراض باطنية بالمستشفى الميداني الخاص بكورونا "كوفيد19"- في تصريح لـ"الرؤية"- إنَّ جائحة كورونا ألقت بكل ثقلها على جميع مفاصل الحياة حول العالم، فكثرت الإصابات والوفيات، وسارعت دول العالم إلى العديد من الإجراءات القاسية والشديدة من أجل تفادي انتشار المرض أكثر وأكثر، مما عطَّل المصالح، وأنهك الاقتصاد وأهلك الحرث والنسل. ومن هنا كان لابد للعلم والطب أن يجد حلا سريعا للحيلولة دون وقوع مآسٍ أكثر، فجاء بالحل وهو اللقاح، والذي سرعان ما تحول إلى مادة للحديث عند القاصي والداني، والمختص وغير المختص، فكثرت الإشاعات حوله، حتى أنه وُصف بأبشع الأوصاف وأسوأها.
وأضاف اللواتي أنه في خضم الجائحة وتصاعد حالات كوفيد19 في السلطنة، وصلتنا كميات كبيرة من اللقاحات، وتوسعت دائرة الفئات المستحقة للتحصين، مشيرًا إلى أنَّ آثار هذه الحملة ستظهر قريبًا. وتابع قائلاً: "لذا دورنا كمجتمع، ألا نلتفت للشائعات التي انتشرت وللأسف ما زالت تنتشر حول اللقاحات، فجميعها ليس له أساس علمي، ويفتقر إلى الدليل؛ بل وإن معظمها لا يعدو كونه يتم تناقله بدون مصدر على وسائل التواصل الاجتماعي، تتناقلها المجموعات عن بعضها، فلا يعلمون مصدرها ولا يسألون المختصين عن صحتها". وأكد أن العلماء والمختصين قدموا إجابات وافية وكافية عن معظمها، مشيرًا إلى أنه إذا أراد الجميع القضاء على هذه الجائحة يتعين مسارعة الخطى لتطعيم جميع المستهدفين، بما يضمن تحقيق المناعة المجتمعية ويزول خطر الوباء.
وقال الدكتور زكريا البلوشي طبيب مختص في الالتهابات والأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني عبر حسابه الخاص على موقع "تويتر": "يجب الإسراع في إعطاء اللقاحات لتقليل حالات التنويم والوفيات بسرعة فائقة حتى لو كان على حساب التنظيم، وذلك لأنَّ النتيجة تظهر مُباشرة على مستوى الفرد وبعد شهور على مستوى المجتمع، كما يجب استخدام الكوادر الصحية والمتطوعين وموظفي القطاعات الأخرى للإسراع في عملية التطعيم مع الاستمرار بالاحترازات الوقائية حتى يقل عدد الحالات، ولا يوجد سبب لتخزين اللقاحات لأنها ليست دواء لشفاء من مرض مُعين حتى يتم يخزينها".
وأضاف البلوشي- في تغريدة سابقة رصدتها "الرؤية"- أنَّ من ثبت مخبرياً إصابته فإنه يحتاج إلى جرعة واحدة بعد 6 أسابيع من الإصابة، ومن يُحتمل إصابته ولكن لم يثبت ذلك مخبرياً فإنه يحتاج إلى جرعتين من اللقاح، بينما من أصيب بعد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح فإنه يجب أن يأخذ الجرعة الثانية بشرط مرور 6 أسابيع من الإصابة، وذلك وفق ما تم إقراره من اللجنة المسؤولة عن اللقاحات في السلطنة، مضيفاً أنه عند السفر فإنَّ بعض الدول تطلب إثبات أخذ جرعتين بغض النظر عن الإصابة.
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالناصر المعولي طبيب في الطب المهني- في حديث مع "الرؤية"- إنه لا يختلف أحد أن جائحة كورونا كانت أحد الأحداث التي غيرت ملامح العالم وبدلت الكثير من المعايير والأولويات، فقد تحالف العالم أجمع منذ اللحظة الأولى التي أعلن عن الفيروس بأنه وباء عالمي وكرسوا كل الجهود والإمكانيات لاكتشاف لقاح من شأنه أن يُعيد الأمور إلى طبيعتها. وأضاف أنَّه في وقت قياسي نجح العلماء في تحقيق انتصار تاريخي للعلم بأن اكتشفوا لقاحًا مضادًا لكورونا خلال فترة وجيزة وتم اعتماده للاستخدام الطارئ، موضحاً أنَّ هذا المصطلح يُقصد به الإسراع في الاعتماد للاستخدام لغرض إنقاذ المزيد من الناس، بما أن العالم يمر بحالة طوارئ.
وأشار المعولي إلى أنَّه تمَّ التوصل إلى مجموعة من اللقاحات وليس لقاحا واحدا وبتقنيات مختلفة، معتبرا ذلك "إنجازا للبشرية". ومضى قائلا: "بدأت الدول تتسابق في الحصول على اللقاح وكانت السلطنة من أوائل الدول التي حصلت على مجموعة من اللقاحات إلا أن عملية التطعيم بعد ذلك توقفت كما حصل مع كثير من الدول لأسباب عدة منها شح الإنتاج، بينما ظلت الدول المصنعة مثل بريطانيا وأمريكا مستمرة في تطعيم شعوبها بأقصى سرعة مُمكنة؛ حيث وصلت أمريكا إلى تطعيم ما يفوق المليون جرعة في اليوم، وهذا رقم قياسي وغير مسبوق، وكل ذلك أدى إلى نتائج إيجابية كبيرة جدًا؛ حيث انخفضت الوفيات اليومية في أمريكا من أكثر من 4 آلاف إلى أقل من 300 وفاة في اليوم؛ أي بما يعادل انخفاضاً بأكثر من 80%، وسجلت بريطانيا صفر وفيات بسبب كورونا لأول مرة منذ بدء الجائحة قبل أيام قليلة.
واستطرد المعولي قائلاً: "ونحن إذ نمر بنفس المرحلة التي مرت بها تلك الدول من حيث عدد الإصابات المسجلة نسبة إلى عدد السكان، فإنه من الواجب على الجميع التكاتف والتركيز على تسريع عملية التطعيم إلى أقصى ما يُمكن". وأضاف: "فنحن في حالة طوارئ وخلال الأيام الماضية تم تسجيل أرقام قياسية في عدد الحالات المصابة والمنومين في الأجنحة والعناية لم تسجل من قبل.
وحثَّ المعولي الجميع على التفاعل مع حملات التطعيم والمساهمة ولو بكلمة أو نصيحة لدعم الحملة ووقف كل الشائعات التي من شأنها أن تعطل عملية التطعيم.