رهابُ الامتحان في ظل التعلم عن بعد

علي بن حمد المسلمي
aha.1970@hotmail.com
في ظل الظروف الاستثنائية لجائحة كوفيد-19، والانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني، وظهور مصطلح التعليم المُدمج؛ الذي يجمع بين التعليمين السابقين، ونظرًا لصعوبة حضور الطلاب إلى المدرسة في الوقت الراهن تمَّ تطبيق التعلم عن بُعد كأحد تطبيقات التعلم الإلكتروني.
والتعلم عن بُعد يعتمد مفهومه الأساسي على "وجود المُتعلم في مكان يختلف عن مصدر التعليم  الذي قد يكون الكتاب أو المعلم أو حتى مجموعة الدارسين" ولهذا النوع من التعليم أهدافه وخصائصه وأدواته. ومن هذه الأدوات، التقويم الإلكتروني ويعرف التقويم بشكل عام بأنه "عملية يتم من خلالها إعطاء قيمة محددة لشيء ما" والتقويم الإلكتروني عن بعد هو" تقييم للأنشطة المُختلفة المعرفية والمهارية باستخدام تقنيات الحاسوب وشبكة الإنترنت".
ويُعد التقويم الإلكتروني في التعلم عن بعد أحد العناصر الأساسية في العملية التعليمية في منظومة المنهج الدراسي وتتعدد أشكال التقويم التي يستخدمها المعلم لتقييم أداء الطلاب وقياس معارفهم ومهاراتهم المختلفة التي اكتسبوها وهي التقويم القبلي والتقويم البنائي والتشخيصي والختامي.
وتتعدد أساليب التقويم الإلكترونية المستخدمة في تقييم أداء الطلاب ومن هذه الأساليب الاختبارات الفترية القصيرة والتقارير والمشاريع والواجبات المنزلية والمقابلات والأنشطة وملفات الإنجاز والاختبارات النهائية الإلكترونية.
وتُعد الامتحانات النهائية الإلكترونية التي انطلق بعضها، وسينطلق بعضها الآخر في قادم الأيام إحدى أدوات التقويم أُختُلفَ في تطبيقها بين صف وآخر نظرًا للظروف الاستثنائية الحالية، ففي الصفوف من واحد إلى أربعة من الحلقة الأولى تم اعتماد التقويم المستمر فقط كمحصلة نهائية للطالب أمّا الصفوف من الخامس وحتى الحادي عشر فتكون إلكترونية مجزأة بين التقويم المستمر والاختبار النهائي بنظام التعلم عن بعد أمّا الصف الثاني عشر فيؤديها الطالب مُنتظماً في فصوله العادية وفق ما هو مخطط له من قبل وزارة التربية والتعليم.
ويسود لدى الطلاب نوع من القلق أو ما يُسمى "رهابُ الامتحانات" قبل أدائهم لها وهو أحد أنواع القلق النفسي يظهر لدى بعض الطلاب في توقيت مُتزامن مع أداء الامتحانات في ظل تطبيقها عن بعد نتيجة بعض التحديات التي قد تواجههم مثل: ضعف الإنترنت وانقطاع الكهرباء ورفع الاختبار في المنصة وثقافة الطالب الإلكترونية والبطء في حل الأسئلة والتوتر النفسي وشخصية الطالب.
ولتجنب ذلك يأتي دور إدارة المدرسة في تذليل المعوقات آنفة الذكر في حالة حدوثها بالتواصل مع إدارة المدرسة أثناء تأدية الامتحانات لتقديم المشورة الفنية ومن ثم يأتي دورالاختصاصي الاجتماعي والمُرشد النفسي لتوجيه الطلاب حول آلية الاستذكار وكيفية التَّعامل مع الورقة الامتحانية والمذاكرة والنصائح والإرشادات التي يتم الأخذ بها قبل وبعد الامتحان ثم يأتي دور المعلم في توضيح أدوات التقويم المستمر والاختبار النهائي لأبنائه الطلبة لشحذ همهم وتزويدهم بالتغذية الراجعة عمَّا أنجزوه من اختبارات قصيرة وواجبات منزلية وأنشطة ومشروعات حتى تطمئن نفوسهم وتكون لديهم الأريحية في دخول الامتحانات النهائية بنفس مُطمئنة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
ينبغي على أولياء الأمور تقوية علاقة أبنائهم بالله عزّ وجلَّ كأداء الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن،وطمأنة أبنائهم، وزرع الثقة فيهم، وعدم الضغط عليهم، وشحذ هممهم بمؤثرات إيجابية لرفع هممهم، وتجنب المثيرات السلبية. وعلى الطالب أيضًا التوكل على الله، والاستعداد المبكر، وتناول وجبة الإفطار، وتجنب تناول السوائل كشرب الشاي والقهوة والغازات، وتجنب السهر، والاستيقاظ المبكر، واستغلال وقت الفجر في المذاكرة، وقراءة الأسئلة والتمعن فيها، والتدرج في حلها من الأسهل إلى الصعب منها تجنبًا لضياع الوقت ومن ثمَّ مراجعتها قبل الضغط على زر الإرسال.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب أبناءنا رُهاب الامتحان، وندعو متضرعين: "اللهم لا سهلَ إلا ما جعلتَه سهلًا، وأنت تجعل الحزنَ إذاشئتَ سهلًا".

تعليق عبر الفيس بوك