◄ وجهات النظر لا بُد أن يُنظر لها من باب المشاركة المجتمعية وليس انتقاصًا أو تقليلًا من جهود بعض الجهات
سالم كشوب
مشهد يتكرر بين الفترة والأخرى من بعض المُغردين وكأنهم نصبوا أنفسهم متحدثين رسميين عن بعض الجهات في إطلاق تصريحات عن قرب حدوث أوامر أو قرارات سواء كانت نتائجها إيجابية أو سلبية، وبالتالي خلق نوع من الشوشرة لدى الرأي العام في ظل الانتشار السريع للمعلومات والتصريحات، وغياب التفاعل من المواقع الرسمية لبعض الجهات حيث استغل بعض المغردين هذا الغياب في محاولة إظهار قوة مصادرهم التي في نفس الوقت مؤشر خطير ومستفز للجهات المختصة والمعنية.
هنا يتبادر إلى الذهن تساؤل مهم لهؤلاء المنجمين: هل من الوطنية أن تُلمح وتهمز بقرارات إيجابية أو سلبية وأنت غير مخول بتلك التصريحات؟ والسؤال الآخر المهم جدًا من سيتحمل تبعات ردة فعل الرأي العام في حال عدم حدوث تنجيمك المُستند على أوهام وبحث عن شهرة زائفة؟ وبالتالي نتمنى من الجهات المُختصة أن تكون لها وقفة صارمة مع من يحاول إثارة الرأي العام بتغريدات سواء حصلت أم لم تحصل في ظل وجود جهات رسمية معنية بالتصريحات وهي من المفترض أن تكون المصدر الرسمي والوحيد لأخذ المعلومة.
الفئة الأكثر استخداماً لوسائل التَّواصل الاجتماعي هي فئة الشباب التي ربما يأخذها الحماس في تصديق تغريدات بعض المغردين (المنجمين) الذين عندما يخفت نجمهم ولا يجدون أي متابعة نجدهم يلجأون إلى أسلوب تشويقي في ظاهره وفي الواقع مستفز لا يحمل أي ذرة من المسؤولية؛ لأنه ينتقص من هيبة الجهات الرسمية أولًا، وثانيًا مؤشر خطير في حال حدوثه عن وجود تسريبات لأنه ليس من المعقول أن يُغرد شخص بحصول حدث مُعين قبل الجهة الرسمية إلا في حال وجود ضوء أخضر أو تسريب للمعلومة، وبالتالي جيل الشباب مثلما هو مُطالب بأخذ المعلومات من مصدرها الرسمي، وتفاعل مختلف الجهات مع هموم وتساؤلات هذا الجيل من الأهمية بمكان ألا يتم السماح لمثل هذه الفئة من المُغردين باللعب بمشاعر وآمال وتطلعات الرأي العام والمجتمع بتغريدات لا جدوى منها إلا عدم الوثوق بالجهات الرسمية المعنية، أو السخط عليها في حال عدم حدوث ما تروج له تلك الفئة التي للأسف لم تستشعر المسؤولية، وكان من الأجدر بها أن تكون معول بناءٍ وبث للوعي الإيجابي وليس معول هدم وإحداث شوشرة غير مُبررة وفي توقيت غير مناسب، وفي ظرف يتطلب تضافر مختلف الجهود سواء من مختلف الجهات الحكومية والخاصة، أو فئة المثقفين والكُتاب والإعلاميين والخبراء أو الرأي العام في عملية التنمية والبناء لهذا الوطن الغالي.
النقطة الأهم معنية بالجهات الرسمية وغياب بعضها عن التفاعل مع المجتمع والرأي العام، وانتهاج سياسة ردة الفعل وفي ظرف يتطلب التفاعل والحضور القوي من خلال محتوى مبتكر وتواصل فعَّال وتفعيل مواقع تواصلها الاجتماعي في ظل ثورة معلوماتية قد يجد البعض من المتسلقين الفرصة لبث الإشاعات والمعلومات غير الصحيحة، والبعض لا يُلام عندما يُصدق تلك الإشاعات في ظل اختفاء الجهات المعنية عن الساحة، وعدم وجود تفاعل واضح وملموس مع الرأي العام، وإنما للأسف انتهاج البعض من الجهات التفاعل في حال وجود تغريدة لمغرد لديه متابعين فالتفاعل الحقيقي لمختلف الجهات من المفترض أن يكون مع الجميع، وترسل رسالة واضحة بأن الجميع على قدر نفس الاهتمام والمتابعة وليس تخصيص التفاعل مع فئة دون غيرها في المجتمع.
ختامًا.. لا بُد أن يكون الوطن هو هدفنا الأسمى والجميع له مسؤولية عظيمة في هذا المجال من خلال المسؤولية المشتركة للجميع حضور واضح من مختلف الجهات تفعيل قنوات التواصل تمكين الإعلام وقيامه بدوره الحقيقي محتوى واقعي سلس وذو طابع ابتكاري، طرح حلول وليس فقط نقاش، إقناع الطرف الآخر بلغة أرقام وتفاعل مستمر وخلق ثقة مشتركة معه، كما إن وجهات النظر لا بُد أن يُنظر لها من باب المشاركة المجتمعية وليس انتقاصًا أو تقليلًا من جهود بعض الجهات، وينبغي أن يكون معولَ بناءٍ وتنمية وليس معول هدمٍ وبثٍ للإحباط.