أسماء بنت غابش الخروصية
الحياة كلها دروب وطرقات لابد من أن نسير فيها بكل جوانبها نواجه فيها نتحدى الذات، نصبر، نجتاز بطموح لنصل إلى الأهداف. هي الدروب كذلك إذا كنَّا نسعى فيها بيقين بأننا سوف نصل، مهما واجهنا فيها مفترق الطرقات في نهاية المطاف سيظهر النور في آخر النفق.
دعنا نعرج في السير في دروبنا إلى بعض من هذه الدروب التي تمر بنا ونمر بها، دروب تأخذنا تارة يميناً وتارة أخرى شمالاً. المهم أننا لا نتعمد الوقوف في منتصفها تائهين أو في حيرة بل نكمل المشوار ولعلنا نجد النور في سعينا الإيجابي المُيسر بإذن الله.
دروب التغيير
بما أننا في نهضة متجددة، تقتضي الحاجة في المؤسسات إلى سن التغيير المتجدد لزيادة الإنتاجية في بيئة العمل، وهذا التغيير يأتي بقوة منظمة في هيكلية المؤسسة للتطوير والتنظيم والتجديد العملي لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا التغيير.
هنا التغيير عندما يولد في بيئة العمل بكل جذور التغيير في أركانه وعناصره وأقسامه وكأنها مؤسسة جديدة بكل زواياها، مع إشراك العنصر البشري في المؤسسة لقربه من واقع العمل في مؤسسته وبمعنى أدق إيجاد عملية التوأمة بين المركزية واللامركزية في التغيير لأنه هو الأقرب لواقع العمل وهذا مطلب يلامس واقع التطوير في بيئة العمل.أنا أتطور إذاً أنا موجود.
دروب الكرامة
لسان حالهم يقول صبرنا وانتظرنا بتفاؤل بأمل أن القادم أفضل، ننظر لأنفسنا بعين الشفقة لهدر الوقت الذي نراه ثميناً لنخدم به وطناً ولدنا فيه أحراراً، تربينا فيه بنعمة كل معاني الأمن والأمان، تمنينا أن يكون لنا فيه سواعد تبني، وقلوب تفتخر بأننا أبناء هذا الوطن الغالي، ولكن ضاق الحال بنا، ونفد الصبر والأيام تمر والسنون تمضي، ومتطلباتنا متكدسة فقط نريد احتواءنا والأخذ بأيدينا إلى الأمام، نود حقوقنا بعزة وطن.
كان تجمعاً سلمياً ومطالبات بحقوق شرعية في بلدهم الحبيبة، ولن تبخل عليهم هذه الأرض الطيبة بخيراتها، هم يريدون أن يقوموا بدورهم في رد جميل هذه الأرض التي احتوتهم وترعرعوا فيها "نريد وظيفة" ما أجملها من كلمة ليكون لهم دور في حبك يا عُمان، ليتفانوا في خدمتك أيتها الغالية عمان. ليكونوا السواعد الفتية في النهضة المتجددة، وتحت ظل الرعاية السامية لمولانا السلطان المعظم- حفظه الله-. واجب الجميع الأخذ بأيديهم ليبنوا ويعمروا فيها.
وأخيرًا.. سنظل نمشي تلك الدروب في ممارسة حياتنا اليومية من حياة اجتماعية وحياة عملية في تبادل للمهام نستلم ونسلم خبرة تورث للمتجدد في عملية وراثة حب بحب لهذا الوطن الغالي للنهوض به إلى الأمام مع اليقين بأننا لابد لنا من الحذر والاحتراز في الوقت الراهن من وباء يرافقنا إلى أن يأذن المولى برحيله، تعلمنا منه معاني الصبر. لذلك لن نحيد عن المضي قدماً في دروبنا متى شاءت بنا الحياة لنحياها، ومهما يكن من جموح وتوسع لهذه الجائحة بيننا. لابُد من فرج الله علينا، والله يحفظ بلادنا وشعبها وسلطانها، وشعوب العالم والأمة الإسلامية جميعاً.
