537 فعالية في الشارقة وأبو ظبي ودبي والفجيرة ورأس الخيمة تحت شعار "لخيالك"

بعد استقبال 80 ألف زائر في 11 يوما.. إسدال الستار على مهرجان الشارقة القرائي للطفل

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ أحمد العامري: المهرجان أحد الفعاليات المكملة لخارطة الأحداث الثقافية في الشارقة

◄ خولة المجيني: الحراك الثقافي متواصل ورعاية مواهب الأجيال الجديدة ضرورية

الرؤية- مدرين المكتومية

أسدل الستار امس الاول السبت على فعاليات ومناشط الدورة الثانية عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، بتنظيم من هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار "لخيالك"، في مركز "إكسبو الشارقة"، والذي تضمن مجموعة متكاملة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والعلمية والترفيهية يقدمها نخبة من المتخصصين، إلى جانب عرض أحدث إصدارات دور النشر المحلية والدولية الموجهة للأطفال واليافعين.

ويعد المهرجان واحداً من الركائز التنموية التي تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الرامية إلى تأسيس الإنسان منذ النشأة الأولى على حبّ الكتاب والمعرفة والثقافة، والتأكيد على مكانة الأطفال كمحرّك لمسيرة النهضة، والانطلاق من حقيقة أن الاهتمام بمعارف الأجيال الجديدة وإبداعاتهم هو ارتقاء بالمجتمع بأكمله.

وركز المهرجان على تقديم المعرفة للاطفال واليافعين، ليعبروا من خلاله نحو آفاق من الإبداع والابتكار، وقد جاء شعار تحت عنوان "لخيالك" والذي يأتي مواكب لطفرة المعرفيه التي يعيشها الجيل الجديد والذي تسعى من خلاله ادارة المهرجان للعمل على غرس أهمية الخيال في استكشاف عالم جديد يتجاوز الواقع، ويحفز على الابتكار والتجريب والبحث والتعلم، فكل الأفكار والاختراعات والإبداعات العظيمة كان ورائها مساحة واسعة للتخيل والخيال وتحويل الأفكار والتصورات إلى واقع جديد.

ويعد المهرجان واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.

قصة تروى ولا تنتهي

وبعد أن تعرّف الاطفال على أبرز العلماء وأهم الشخصيات الأدبية والثقافية، وأطلعوا على أحدث الجهود في صناعة الآلات والتطبيقات الذكية، وعاشوا لحظات لا تنسى مع مسرحيات وأعمال فنية قدّمها نجوم من الوطن العربي والعالم، ودّع الصغار وعائلاتهم فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الــ12 ما بين إبداعات الفنون، وجماليات الطرح الأدبي، عاش أكثر من 80 ألف زائراً، لحظات استثنائية مزجت بين فعاليات الثقافة، والفنّ، والعروض المسرحية، حيث استمتع الجمهور بـ 537 فعالية قدّمها 32 ضيفاً من 15 دولة عربية وأجنبية، أبدعوا في الطرح، وأغنوا تجربة الأطفال بالكثير من الخبرات والتجارب العلمية والعملية.

تنوّع وجماليات

وعلى امتداد 11 يوماً تحوّل المهرجان إلى مكتبة ضخمة قدّمت لزوّارها إصدارات 172 من 15 دولة عربية، وأجنبية تصدّرت دولة الإمارات والمملكة المتحدة ولبنان قائمة المشاركين، كما فتح أمام الزوّار مساحة فنية رحبة من خلال الدورة الـ9 من "معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل" الذي شارك فيه 395 مبدعاً من 50 دولة، منهم 106 مبدعاً من 15 دولة عربية، و289 فناناً من 35 دولة أجنبية، ليتعرفوا على أجمل اللوحات التي شكّلت لغة بصرية استثنائية تخاطب القرّاء الصغار.

مسرحٌ كبير للجمال

وتجاوز المهرجان دوره في دعم صناعة الكتاب وأدب الطفل؛ حيث فتح أبواب المسرح أمام زوّاره ليقدّم لهم عروضاً متميزة نفذت جميع تذاكرها خلال الأيام الأولى من الإعلان عنها، منها عرض "كتاب الأحلام" الذي يعدّ أول عمل مسرحي أشرفت على إنتاجه هيئة الشارقة للكتاب، وشارك فيه كلٌ من وديمة أحمد، وهبة الدري، وأحمد بن حسين، وبدر الشعيبي وآخرون، كما استضاف نخبة من الأعمال المسرحية ابداع فيها نخبة من النجوم، إلى جانب مجموعة من الأعمال المسرحية التي حظيت باهتمام كبير من قبل الزوار.

فعاليات متزامنه

وللمرّة الأولى في تاريخه لم يكتفِ المهرجان في أن يقدّم فعالياته وأنشطته في مركز إكسبو الشارقة وحسب، بل التقى أهل مدينة دبا الحصن وكلباء نخبة من الكتّاب والمبدعين، فيما استضافت أبوظبي عدداً من الفعاليات الثقافية في ياس مول، واستقبلت مكتبة الصفا في دبي جلسات ثقافية حشدت حولها فنانين ورسامين ونقاد، ووصل فعاليات الحدث إلى كلّ من الفجيرة ورأس الخيمة التي فتحت أبواب مؤسساتها الثقافية أمام مبدعو الوطن العربي والعالم.

وعن ختام المهرجان، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "شكّل الحدث وعلى امتداد 11 يوماً منصّة للمعرفة، بوابة للأطفال ليستكشفوا من خلالها مواهبهم وقدراتهم، فهذا المهرجان واحد من الفعاليات التي تستكمل خارطة الأحداث الثقافية التي تقام على أرض الإمارة، ويدعم مختلف الجهود التي تقدمها المؤسسات والجهات الحريصة على دعم ورعاية الطفل وتعزيز قدراته وخبراته، كما أنه فرصة استثنائية خاصة في ظلّ هذه الظروف لالتقاء الأطفال بأقرانهم، وإعادتهم إلى التفاعل مع الكتاب وصنّاعه عن قرب، من خلال توفير فضاء للعب واكتساب الخبرات في مختلف المجالات".

أحمد العامري.jpg
 

وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "يترجم تنظيم الحدث رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ويجسد توجيهات قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في الاستثمار بالأجيال الجديدة والارتقاء بطاقاتها ومواهبها لتكون قادرة على مواكبة مسيرة النهضة المجتمعية، وتحقيق تطلعات بلادها".

من جانبها، قالت خولة المجيني منسق عام مهرجان الشارقة القرائي للطفل: "لمسنا نجاح المهرجان هذا العام بوجوه الأطفال وهم يتعلمون معارف وعلوم جديدة، وكنا سعداء ونحن نرى فرحهم وهم يلعبون ويستكشفون مواهبهم الفنية والإبداعية، وهذا في الجوهر ما يعبر عن رسالة المهرجان ويجسد أهدافه، إذ كنا حريصين في كل فعالية وكل ضيف استضفناه أن نستهدف جانباً من شخصية ووعي وثقافة الأجيال الجديدة، فحملت الدورة الـ12 من المهرجان فعاليات في التكنولوجيا وصناعة الروبوتات وورش في الرسم، والطهي، والكتابة، والمسرح، وغيرها من الفعاليات".

خولة المجيني.jpg
 

وأضافت: "ننظر في ختام كل دورة إلى ما أضافته إلى مسيرة المهرجان ككل، وهذا العام نستطيع القول: إننا اختبرنا تجربة التوسع والذهاب بفعاليات المهرجان إلى الجمهور في مختلف مدن الإمارة وعدد من إمارات الدولة، وإننا تجاوزنا المتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا، بالاستفادة من الخيارات التقنية المعاصرة والتواصل (عن بعد) إلى جانب حزمة الإجراءات التي اتخذناها للوقاية من الفايروس وحماية الزوار، ونتطلع أن تكون هذه الدورة نموذجاً للدورات المقبلة، نؤكد فيها أن الحراك الثقافي متواصل ورعاية مواهب الأجيال الجديدة ضرورية وممكنة في مختلف الظروف".

فعاليات طهي.. وقصص مصورة

وعلى امتداد الحدث، تذوّق الزوّار أشهى الأطباق التي أبدع في تقديمها، 4 من أشهر الطهاة العرب على امتداد 20 فعالية طبخ متخصصة، كما أتاح الحدث فرصة لعشاق القصص المصورة (الكوميكس) للاستفادة من 110 ورشات قدّمها متخصصون وخبراء من مختلف دول العالم، إلى جانب 22 عرضاً ترفيهياً فنياً شارك فيه مبدعون من إيطاليا وبولوندا.

وقدم المهرجان نموذجاً مميزاً في تنظيم فعاليات دولية وجماهيرية مع مراعاة كافة الاجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من فايروس كورونا، حيث كانت تبدأ يومياً وطوال أيام المهرجان عمليات تعقيم يتولاها فرقٌ متخصصة يمتلك أحدث الأجهزة التي تعمل بتقنيات متطورة وبالاشعة فوق البنفسجية لتعقّم كافة ارجاء المهرجان، ليكون الحدث بيئة ملائمة لزوّاره، في الوقت ذاته تم توفير ماسحات حرارية ومعقمات، إضافة إلى سياسات التشديد على ضرورة الالتزام بارتداء الأقنعة وتطبيق سياسات التباعد الجسدي.

وضمت قائمة رعاة المهرجان كلاً من مؤسسة الإمارات للاتصالات، الراعي الرسمي؛ وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، الشريك الإعلامي الرسمي؛ ومركز إكسبو الشارقة، الشريك الاستراتيجي.

ويعد مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.

شارقة الثقافة

وتعد الشارقة مركزًا مهمًا للثقافة والفنون على الصعيدين العربي والإسلامي؛ إذ تم اختيارها عام 1998 كعاصمة ثقافية للوطن العربي من قبل منظمة اليونسكو، وفي عام 2014 عاصمة الثقافة الإسلامية؛ وذلك لاهتمام الإمارة وحاكمها بالمبادرات والمهرجانات التي تدعم الحركة الثقافية في الإمارات؛ حيث إن مهرجات الشارقة القرائي للطفل خاصة منحها ميزة إضافية ثقافية؛ إذ أصبحت ملتقى كبار دور النشر ومؤلفي كتب الأطفال، والذي أصبح تظاهرة ثقافية كبيرة يحرص على المشاركة فيها دور النشر الكبرى، والكتاب لإثراء الفكر والثقافة للأطفال.

تعليق عبر الفيس بوك