كذبة "دولة إسرائيل"

 

أنيسة الهوتية

"دولة إسرائيل" ليست سوى كذبة لفقها تُجار السياسة من سادة الغرب، وصدقتها بقية الدول التي تلهث وراء هؤلاء الساسة لإيمانهم بأنَّ بركة التطور ستُرفع عنهم في حال عدم رضا مولاهم، وعليهم إكمال العبادات حسب دستور الغرب! وتخويفهم من بعضهم البعض، وإيهامهم بأنهم يحتاجون الحماية الغربية! والأصل أنهم مركز القوة التي يسعى لامتلاكها مُلفقوا تلك الكذبة.

وبدأ التخطيط للاستيلاء على فلسطين بفكرة لإنشاء وطن لليهود في العام 1925م، حين تم اكتشاف النفط في البحرين، وانتعاشها مادياً خاصة بعد انهيار سوق اللؤلؤ. وكانت السعودية قد بدأت التنقيب قبلاً في العام 1923م وكادت أن تفقد الأمل، إلا أنَّ ظهوره في البحرين شجع الملك عبدالعزيز على الاستمرار إلى أن تدفق النفط في الدمام عام 1938م. ثم تلتها بقية دول الخليج، واكتشفت شركات التنقيب الأمريكية أنَّ حجم النفط، وطبعاً الغاز المرافق للأراضي القريبة هناك أكبر بكثير من التي في أراضيهم. ومن هنا بدأ التخطيط للاستيلاء على هذه الأراضي المباركة بقوة النفط والغاز، بإدخال عملاء صهاينة بحجة أنهم يهود عائدون إلى أراضيهم المقدسة التاريخية! واليهودي المُؤمن بديانته يعلم بأنهم لا يملكون وطناً وأرضاً تختص بهم إلى أن تقوم القيامة، وأنهم ينتمون إلى سائر العالم حيثما عاشوا وولدوا وعملوا، مثلهم مثل المُهاجرين. أما الصهاينة فتباكوا على قصة أرض الأجداد للتخلل إلى الأراضي الثمينة المتتلئة بكنز النفط.

والشكر الأكبر للمقاومة الفلسطينية التي أوقفت تقدم خطتهم الاستيلائية، ولولاهم فإن الـ73 عاماً التي مضت كانت كفيلة بأن تجعلهم يحتلون شبه الجزيرة العربية، والأردن، ومصر، والعراق، والشام وجعل العرب والمسلمين أجمعهم مهاجرين ولاجئين.

إنَّ الكيان الصهيوني الذي صنعه تجار الغرب لن يقتنع بامتلاك القدس وفلسطين وحسب، فنحن كمسلمين ننظر إلى القضية بأنها قضية دينية وأنهم يحاولون استفزازنا بامتلاك المسجد الأقصى، ولكنهم لا يسعون فقط لامتلاك المسجد الأقصى بل لامتلاك كل الدول العربية المسلمة تدريجياً ولخبثهم ودهائهم فإن الـ73 عاماً التي صبروا عليها سيصبرون على مثلها أضعافا إلى أن يصلوا إلى هدفهم الذي يسعون إليه.

الدولة الوحيدة التي رفعت رأسها أمام العالم ورفضت التفاوض مع الأمم المُتحدة، ورفضت الهدنة بعد حرب استمرت 15 شهراً منذ إعلان دولة إسرائيل في عام 1948 كانت العراق، أما مصر وسوريا ولبنان والأردن، فقد قبلوا الهدنة وأعلنوا وقف القتال. ولكن، الهدنة لم تحمل معنى السلام لدى الصهاينة بل الهدوء للتخطيط مجدداً، ولولا تلك الهدنة الباهتة لكانت دولة إسرائيل مستأصلة الآن من أراضي فلسطين. وفي 25 يناير 1949 مباشرة بعد إعلان الهدنة، أعلنت دولة إسرائيل الكاذبة الإنتخابات الرئاسية بضم 120 عضواً برلمانياً، وفي 11 مايو 1949م تبوأت مقعدها في الأمم المتحدة كونها العضو 59 في المنظمة الدولية. وبدأ العمل بحشو هذه الدولة الصهيونية بالصهاينة من المجرمين، والمحكومين بالإعدام، وتأسيس أُسر وعوائل وتجنيد إجباري لكل المنتمين إلى هذا الكيان الصهيوني الخبيث.

الوحش الصهيوني لا يشبع، يأكل بنهم ولا يتخم، وإن احتل فلسطين كلها سيتوجه إلى الأردن، ومصر، حتى يصل إلى السعودية واليمن تحججاً بأنها أرض أجدادهم!

ولولا المساعدات الأمريكية، ويهود المهجر من أصحاب المؤسسات العالمية، والتعويضات الألمانية، لما كان هذا الكيان يستطيع أن يقف على قدميه ولكنهم مستندون وبقوة على أكتافٍ تتوسدُ كفوفها العالم سياسياً، وتجارياً بإنتاج الماركات، من أدوات التجميل والأزياء والإلكترونيات والمطاعم والمقاهي التي يجب مقاطعتها مقاطعة تامة.

إنَّ المقاومة يجب أن تكون أقوى، ليس فقط بالجهاد في غزة، إنما برفض الدول العربية والإسلامية قبول كذبة دولة إسرائيل والمطالبة بإنهائها تماماً.