سلاح المقاومة يجب ألا يُغمد

 

عوض المغني

لا جديد في الموقف الغربي المنحاز جداً لدولة الاحتلال، فأوروبا وشعورها بالإثم من مسألة محرقة اليهود ومُعاداة السامية تدفعها دفعاً لتأييد كل ما يصدر من الدولة التي استحلت فلسطين التاريخية، وانتهكت الأعراف والقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية في تناقض صارخ مع بكائياتها المتواترة سواء المحرقة أو الاضطهاد الأوروبي لهم.

بينما التأييد الأمريكي كذلك غير مستغرب؛ فطالما دعمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة دولة الاحتلال، سواء الإدارة الحالية التي تغفل أن سبب التصعيد الأخير عائدٌ إلى الخطوة الخطيرة التي أقدمت عليها إدارة ترامب اعترافا بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. ولا زلنا في انتظار أن تقوم إدارة بايدن بإلغاء هذا القرار الظالم والخطير كما فعلت مع العديد من القرارات المثيرة لإدارة سلفه، وهذا يُعد أيضاً من باب حسن النوايا في المضي في حل الدولتين وإبراز الولايات المتحدة كوسيط نزيه.

وأثبتت المقاومة الباسلة في غزة أنها سلاح استراتيجي أثبت بدوره ضرورة وجوده للرد مع فارق الإمكانات الواضح، ولكنه أدى دوره بأن يرد على انتهاكات المستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية بحراسة الأجهزة الأمنية للاحتلال، فكانت تتطاول على المُصلين في المسجد الأقصى وهم ركعاً سجداً القشة التي كسرت ظهر الكرامة والإنسانية المُنتهية من قبل الاحتلال.

يجب ألا يعود سلاح الفصائل المقاومة للمحاصرة وإلى قوائم الإرهاب المتحيزة، هذه المقاومة التي كما قال سماحة مفتي السلطنة بأنها: "غسلت عن جبين الأمة عارًا تلطخت به ردحًا من الزمن"، يجب أن تكون حاضرة وبقوة في المشهد الفلسطيني، وفي المرحلة المقبلة؛ لتغطي على ضعف موقف السلطة المحاصرة هي كذلك في رام الله، فما حصل طيلة الشهر الفضيل من انتهاكات المستوطنين لمحيط المسجد الأقصى والتهجير القسري لسكان حي الشيخ جراح، ليتم صنع واقع يفرض على الأراضي المحتلة.

آن الأوان أن تكون الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس محمية بقوة عسكرية تحمي تلك المقدسات من التطاول والانتهاك المستمر، فتلك الوصاية مهمة خاصة بعد تأكيد منظمة التعاون الإسلامي عليها وكونها أيضاً جزءا مهماً من اتفاقية السلام بين الجانبين.

آن الآوان أن يُفك الحصار عن قطاع غزة، هذا السجن الكبير، والذي يحوي مليوني سجين يعانون منذ 15 عامًا كافة أنواع الفقر والعوز إلا من الكرامة والإباء.

يجب أن يكون فك حصار غزة عن أهلها أيضاً نقطة من نقاط التفاوض المطروحة للأسباب الإنسانية والوطنية الفلسطينية، كل شعوب الدنيا قاومت الاحتلال بالسلاح، فالارتهان إلى المفاوضات فقط تضييع لكثير من الحقوق كان يُمكن استعادتها عندما يكون السلاح جنبا إلى جنب مع التفاوض، علماً بأن الاحتلال يحتاج إلى التفاوض أكثر من الفلسطيني المحتل؛ لأنه بحاجة إلى إقناع نفسه بأنه دانت له الأرض والواقع وهذا يجب ألا يكون!

تعليق عبر الفيس بوك