الحوار والبوح

 

نوال الغسانية

عندما يلح علينا البوح، لانكترث في الإقدام، طالما لدينا قناعة بأن ما نريد قوله لابد أن يجد له آذانا صاغية تستسيغ الطرح، فِلمَ التردد إذاً وعدم الجرأة على البوح بما في خبايانا؟!

لا ليست الأمور كما تظنون فعندما نجد عقولا واعية، وأفكارا نيّرة، في تقبل أي طرح علينا الاسترسال فيما نُريد قوله وإيصال الفكرة بطريقة لبِقة تصل بسلاسة وتنفتح لسماعها العقول وتتسع الصدور. لا تجعلوا الأفكار السوداء تسيطر على عقولكم وتبعدكم عن الإفصاح بما في دواخلكم، ولاتتركوا الفرص أو المجال لعشاق البرك والمياه الراكدة أن يلوكونكم بألسنتهم.

الحياة في أغلبها مواقع، وعلينا أن نختار أي موقع فيها أجمل وأصلح لنا؛ فالناضجون هم من بمقدورهم إدارة الحوار وتوجيهه وبالتالي يمتلكون مفاتيح بدأ الموضوع أو إغلاقه.

قرائي الأعزاء، ومن أجد له مكانة قوية في قلبي وبين حنايا الضلوع، خذوها مني نصيحة لا تبوحوا بما في خواطركم إلا لمن هم أهل للثِقة؛ فالدنيا صغيرة مهما كبُرت ونحن البشر فيها كالقوافل، اليوم متواجدون وغداً مغادرون. ولايبقى سوى وجهه الكريم، فكونوا على ثِقة بأن ما ترونه اليوم قد لا تستطيعون نيله في الغد.

واعملوا ما في وسعكم لإظهار النوايا الحسنة، فهي من تشفع لكم ولو بعد حين.

دُمتم أطياب.. وفي حفظ الله.

تعليق عبر الفيس بوك