مسيرة لا تتوقف لمشروع "تلاوة" لتعليم القرآن الكريم في السويق رغم الجائحة

السويق- محمود الجهوري

أكد سيف بن علي بن ناصر الكيومي مؤسس مشروع تلاوة القرآن الكريم بولاية السويق، استمرار المشروع على الرغم من الظروف والتحديات التي فرصتها جائحة كورونا.

وقال الكيومي في حديثه عن جهود مواصلة المشروع: "بدأ الوباء يزداد في السلطنة في الوقت الذي كان فيه المشروع قاب قوسين أو أدنى من نهايته، فبالنسبة للعام الدراسي ٢٠١٩/ ٢٠٢٠م لم يحدث ضررا؛ إذ كان ما تبقى منه أسبوعين فقط، ومعظم الخطط أُنجزت -بحمد الله- ولم يتبقَ إلا المسابقة النهائية التي أجريناها في ما بعد عبر الإنترنت، وقد أنجز الطلاب معظم الخطة الموضوعة بعد استئناف المشروع عن طريق التواصل معهم عبر وسائل الاتصال سواء بالفيديو أو بالصوت فقط".

وأكد الكيومي أن خيار إلغاء سنة التحفيظ من شأنه أن يُلحق اضررا كبيرة على الخطة الدراسية، ومستويات الطلاب من حيث التلاوة والحفظ، مشيرا إلى أن التوقف ولو كان يسيرا سيضر بالطالب، فقد يلغي ما أنجزه من عمل سابق، وسنواجه صعوبة في إرجاع هذا الطالب إلى مستواه السابق، فما بال هذا التوقف لو كان لمدة سنة كاملة".

وأضاف: "لم يكن هناك خيار إلا الاستمرار لأن الاستمرار هو الذي يبقي مستوى الطلاب مرتفعا، ويرفع كذلك من مستواهم، ويجعل المشروع يمشي على خطاه في إنجاز مهامه الموضوعة."

وأوضح الكيومي أن الخطوة الأولى للمضي قدما نحو الاستمرار في المشروع كانت بعد اجتماع مع إدارة المشروع الذي خلص إلى تقسيم الطلاب إلى ما يقارب ٥٠ مجموعة على ٥٠ أستاذا. وأشار إلى أن المشروع بدأ مسيرته قبل فتح المدارس، لذا حقق الطلاب في تلك الفترة إنجازات كبيرة بفضل تفرغهم للتلاوة والحفظ، وبعد أن فتحت المدارس واصل الطلبة في المشروع عبر وسائل التواصل المتاحة.

وعن مدى استجابة أعضاء المشروع تجاه خبر مواصلة التلاوة والتحفيظ قال: "كانت استجابة رائعة، فالجميع شجع وحث على مواصلة، والجميع كانوا متعاونين في التعامل مع تحدي وباء كورونا -فحمد لله رب العالمين- فالجميع وافق وواصل، وكلهم على قلب رجل واحد من ناحية اكتمال المشروع الذي رعو فيه النجاح الكبير في ظل الأوضاع الراهنة عن طريق التواصل مع الطلاب عن بعد".

وأوضح الكيومي أنه تم إنجاز ما يقارب ٨٠% من الخطة الموضوعة للطلاب، وأن الطلاب تفوقوا في تطبيق الأحكام النظرية، والتلاوة التطبيقية، حيث جرى وضع خطة لكلٍ من الطالب والمدرس، بدءا من شهر ٩ إلى نهاية المشروع قبل شهر رمضان.

وتابع قائلا: "من ناحية الأحكام النظرية، والتلاوة التطبيقية، ارتفع مستوى الطلاب كثيرا، ومن ناحية الحفظ نستطيع أن نقول إن هناك مستويات ارتفعت فيها محصلة الطلبة في حفظ القرآن الكريم، فأكمل طالبان حفظ ٢٥ جزءا، وطالبان أكملا حفظ ٢٠ جزءا، وكثير من الطلاب وصلوا إلى حفظ ١٠ أجزاء خلال فترة كورونا، ونطمح إلى المزيد بإذن الله تعالى."

وقال في ختام حديثه: "أعددنا الخطط البديلة لكل طالب، ومن ضمن الخطط ما أنجزناه خلال العام الدراسي ٢٠٢٠ / ٢٠٢١؛ فمن خلال هذه الخطط نجحنا في إبقاء المشروع مستمرا دون انقطاع، وأبقينا خيطا ممدودا بيننا وبين الطلاب، وهذا ما أثر في مواصلة المشروع، ومواصلة الإنجازات إلى أن وصلنا -وبحمد الله- إلى الأهداف التي كنا نطمح إليها، ونحن على الاستمرارية في المشروع سواءً في ظل كورونا أو بعد زوال الجائحة".

تعليق عبر الفيس بوك