يضع السلطنة على خارطة التقدم العلمي في العالم

"مجمع الابتكار".. ركيزة أساسية للتحول نحو اقتصاد المعرفة وإرساء البيئة المحفزة على البحث العلمي

...
...
...
...
...
...

فرص استثمارية واعدة في المجمع في الجوانب الخدمية والترفيهية

تشغيل أول مركز للتصنيع والنمذجة في المجمع

تأسيس أول مركز لتقنيات الاتصالات المتقدمة وإنترنت الأشياء

الرؤية- مدرين المكتومية

انطلاقًا من الحرص الأصيل والدور المهني الذي تقوم به جريدة الرؤية بكل إخلاص، لتسليط الضوء على المُنجزات الوطنية، وسعيًا منها لإبراز الجهود المبذولة في مختلف القطاعات، تنفيذًا لنهجها الرائد "إعلام المبادرات"، نفذت الجريدة زيارة هي الأولى من نوعها إلى مجمع الابتكار- مسقط، ذلك الصرح العلمي الشامخ الذي يجسد رؤية واستراتيجية وطنية شاملة للارتقاء بالابتكار ودعم المبتكرين بما يلزمهم من أجل الانتقال بعمان إلى مصاف الدول صاحبة الابتكارات المؤثرة في المسيرة الإنسانية.

وترأس فريق "الرؤية" الزائر، المُكرَّم حاتم بن حمد الطائي رئيس التحرير، حيث تجول في أركان المجمع الحاضن للمبتكرين والمستوعب للأفكار الابتكارية، للتعرف عن قرب على كل ما يقدمه من خدمات مختلفة للمهتمين بهذا القطاع.

من زيارة فريق الرؤية (2).jpg
 

سعادة الدكتور سيف بن عبدالله بن سليمان الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار ومجموعة من المختصين والفرق العاملة في مجمع الابتكار مسقط، كانوا جميعهم في مقدمة استقبال فريق جريدة الرؤية، حيث لم يدخروا جهدا لتعريفنا بما يضمه هذا الصرح العملاق من إمكانيات وتفاصيل عكست الرؤية العميقة والنظرة الثاقبة وراء إنشاء هذا المجمع، الذي سيكون بوابة عُمان لمستقبل التقنية والابتكار، ونافذتها العريضة للولوج إلى عالم الابتكار والمنافسة فيها على مستوى العالم.

جولة ميدانية

الزيارة بدأت بجولة في مرافق وقاعات المجمع الذي بالفعل تم تصميمه بطريقة تتناسب مع المتغيرات والمتطلبات، وتترجم الاهتمام الكبير بقطاع البحث العلمي والابتكار. ويقع مجمع الابتكار- مسقط في مدينة الخوض، بجوار جامعة السلطان قابوس، وبالقرب من واحة المعرفة-مسقط، وحديقة النباتات والأشجار العُمانية، ومنطقة الرسيل الصناعية التابعة للمؤسسة العامة للمدن الصناعية "مدائن"، وعلى بعد دقائق من مطار مسقط الدولي. ويمتد المشروع على مساحة 540 ألف متر مربع تقريباً.

من زيارة فريق الرؤية (1).jpg
 

والمتتبع لاختصاصات قطاع البحث العلمي والابتكار، يجد أنها تشكّل صورة متكاملة لعمل مجمع الابتكار- مسقط، وترسي منظومة واضحة لتحقيق الأهداف المبتغاة، عبر القيام بالأدوار المنوطة بها وفقاً لمهامه واختصاصاته، وهذه الاختصاصات الواردة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوجه للتحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة وتعزيز قدرته التنافسية، بتحويل الأفكار إلى منتجات ذات نفع وقيمة مضافة، على الفرد والمجتمع.

البحث العلمي والابتكار

وهذه الاختصاصات تستهدف تشجيع البحث العلمي والابتكار وفق متطلبات التنمية في المجتمع، والإشراف على مراكز البحوث العلمية التابعة للوزارة، ودعم الابتكارات الفردية والمشاريع البحثية حسب أولويات الخطة الوطنية للبحث العلمي، والعمل على تشجيع مؤسسات وشركات القطاع الخاص وغيرها على المشاركة في مجالات البحث العلمي ودعم تلك المشاركة، إلى جانب العمل على تحقيق التعاون المسبق والتنسيق في مجالات أنشطة البحث العلمي بين وحدات الجهاز الإداري للدولة والأشخاص الاعتبارية العامة الأخرى، أو بينها وبين القطاع الخاص، بما يكفل تحقيق الفائدة المرجوة، والعمل على توفير المتطلبات اللازمة لإقامة بنية أساسية للبحث العلمي، وإنشاء وإدارة وتطوير المناطق العلمية، والترويج لها، والعمل على تقرير حق الانتفاع على الأراضي الكائنة في المناطق العلمية.

ويعد مجمع الابتكار ركيزة أساسية للتحول نحو اقتصاد المعرفة، وبيئة محفزة للبحث العلمي ومشجعة على تطوير الأفكار، ومرافق لتقديم عدد من الخدمات ضمن منظومة متكاملة، كما يشكل مجمع الابتكار مسقط حلقة ربط بين: القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي والمجتمع.

نتائج متوقعة

وتتبلور رؤية مجمع الابتكار مسقط  للعمل على وضع عُمان على الخريطة العالمية للتقدم العلمي، وذلك من خلال رسالته نحو دفع عجلة التغيير الإيجابي بأن تصبح عُمان أحد أكبر مصادر الإلهام والابتكار في المنطقة. ويركز المجمع على عدد من القطاعات الأساسية؛ وهي: الطاقة، الصحة، الغذاء والتقنية الحيوية، والمياه والبيئة، وتستهدف خدماته رواد الأعمال من خريجي الجامعات، وحملة المؤهلات العلمية العالية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والشركات المحلية والعالمية المتخصصة في البحوث والتطوير في قطاعات الأربعة بالمجمع، إلى جانب المبتكرين والأفراد والمجموعات، ومؤسسات دعم ريادة الأعمال والابتكار.

جراف.jpg
 

ويجري ربط النتائج المتوقعة من المجمع مع رؤية "عمان 2040"؛ كأهدافٍ طويلة المدى، وذلك من خلال رفع الوعي نحو البحوث العلمية والابتكار وأهميتها وأثرها على النمو الاقتصادي، وتحفيز ثقافة ريادة الأعمال، إلى جانب دعم التعليم وتمكين التصنيع عبر مركز صناع عُمان، وتمكين التقنيات المتقدمة في الاتصالات ونظم المعلومات، إضافة إلى تقديم الاستشارات الفنية للباحثين والمبتكرين، وتوفير حاضنات الأعمال للمبتكرين، بجانب رفد السوق المحلي بشركات جديدة قائمة على الاقتصاد المعرفي، والتسويق والترويج لمخرجات الشركات المحتضنة، إلى جانب جذب الشركات المحلية والعالمية للاستثمار وإنشاء مراكز بحث وتطوير وتدريب خاصة بها.

فرص استثمارية

ويضيف مجمع الابتكار مسقط العديد من الفرص الاستثمارية، كمجموعة من الأراضي المخصصة لإنشاء مراكز للبحث والتطوير والتدريب للشركات المحلية والعالمية المستثمرة بحق الانتفاع، ومساحات لحاضنات الأعمال، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب خدمات استشارة وتدريب، ومساحة للاستئجار في المجمع التجاري المصغر، وورش في مركز التصنيع والنمذجة، والمركز الاجتماعي (مقاهي، نادي صحي) على مساحة 2000 متر مربع تقريباً، إضافة إلى أنه سيكون هناك فندق ومدرسة ومسجد بالإضافة إلى مركز ترفيهي.

وسيضيف المجمع عائدا اقتصاديا ومميزات مختلفة من خلال إنتاج وتصنيع مواد جديدة أو تحسين الموجود منها، والانفتاح على الأسواق المحلية والخارجية، وإعداد نماذج أولية من الأفكار، وتشغيل الوحدات الصناعية التجريبية، الى جانب دعم الاستثمار من خلال برنامج حاضنات الأعمال ومراكز البحث والتطوير، والعمل على براءات الاختراع، وحماية الملكيات الفكرية، وسيكون كأول منطقة علمية متخصصة، كما أنه يأتي بدعم مؤسسي حكومي عالي المستوى وفق رؤية استراتيجية، وموقع استراتيجي سهل الوصول إليه، بمداخل ومخارج مُستقلة، كما يوفر البنية التحتية الأساسية، وخدمات لوجيستية متنوعة.

ويعمل المجمع على تشغيل أول مركز للتصنيع والنمذجة، وأيضاً تأسيس أول مركز لتقنيات الاتصالات المتقدمة وإنترنت الأشياء، والربط بين القطاع الأكاديمي والخاص والحكومي بالمجتمع المدني، والعمل على مواءمة المجمع لاحتضان البرامج والمشاريع التأسيسية المستقبلية الذكية، إلى جانب وجود معاهد ومراكز بحثية قائمة على أرض المجمع، وتوقيع اتفاقيات تفاهم وتعاون مع جهات حكومية وخاصة.

تعليق عبر الفيس بوك