"كورونا" والبشر.. بين كر وفر

أسماء بنت غابش الخروصية

من المؤكد أنَّ الأوبئة تتواجد في كل الأزمنة والعصور وعلى امتداد التاريخ، ولكن فاعلية انتشارها وسرعة انتقالها تتوقَّف على مدى ثقافة الإنسان والمجتمعات في كيفية التعامل مع هذه الأوبئة، ومدى حرصها على تنفيذ توصيات "اللجنة العليا" نحو الاحترازات التي يجب أن تتبع من تباعد اجتماعي وتجمعات، ولو رجعنا إلى بداية الجائحة فقد كانت مجرد فيروس نشأ في بلد ما وسرعان ما نقلته الرياح ليعم العالم أجمع.

هذا التطاير والانتشار سُرعان ما تحول إلى جائحة أيضا. وهذا يؤكد لنا مدى قوة فتكه بالبشرية وقلبه للموازين وسرعة التغيرات التي فرضها على العالم، فلو امتثل الجميع للسلوكيات الصحية والإجراءات الاحترازية لما مارس "كورونا" بيننا لعبة الكر والفر وعاد بسلالته الجديدة.

لكن تناسينا موقفنا تجاه الالتزام، وقلنا بأننا عُدنا للحياة الطبيعية، والجائحة ستذهب بعيدا عنا، وبهذا نكون نحن من مكَّناها لتكسب الرهان، وتعاود الكرة لتزاول مهمة التجوال من جديد، وبطريقة جديدة برفقة سلالتها المتمحورة التي انتجت أبناء وأحفاد لتكبر عائلة "كورونا"، بسبب تصرفات البعض الخاطئة، وعدم الالتزام وسرعة العودة للحياة الطبيعية.

لو رجعنا إلى بداياتك أيَّتها الجائحة لوجدنا كَمْ من براويز رتبناها على عتبة بابك في جميع الجوانب والمجالات، ولكن تركنا الحبل على الغارب مما مكنك من العودة مرة أخرى كما الحرباء بثوب آخر، وبلون ليس كسابقه. وإذا ما أردنا الوصول لشاطئ النجاة والسلامة فيجب أن ندرك أنه يتوجب علينا الالتزام بالتعليمات، لنتقي شرك بعد عودتك أنتِ وسلالتك الجديدة المؤذية.. يا تُرى متى تنتهي وترحلي؟!

رغم كل التحديات والمعطيات حول الجائحة، يظل هناك نور ساطع في الأفق، فالمسلم لا يقنط من رحمة الله، وحتمًا بإذن المولى سيزول الوباء، وتعود الحياة إلى طبيعتها وسابق عهدها.

حفظ الله عمان وأهلها، وأسبغ عليها وافر نعمائه وحفظها من كل سوء، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والسلم والسلام، في ظل القيادة المتجددة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه وأعزه وأبقاه.

تعليق عبر الفيس بوك