الدراسة في المغرب (11-12)

 

حمود بن علي الطوقي

 

قاعة ابن ياسين.. ذكريات لا تُنسى!

ارتبطَ الطلاب العُمانيون الدارسون في المغرب -خاصة طلاب الرباط- بقاعة ابن ياسين التي تُطل على ساحة بلاص بوركون، إحدى أهم الساحات، ويعتبر القلب النابض لحي آكدال بالرباط.

قاعة ابن ياسين الشامخة حملتْ العديد من الذكريات الجميلة طوال فترة دراسة الطلاب، وكون فترة الثمانينيات كانت أهم فترات تواجد الطلاب، حيث فاق عددهم 350 طالبا؛ فقد تعددت أنشطة الطلاب واستفادوا من قاعة ابن ياسين لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة؛ مثل: كرة القدم وكرة الطاولة وكانوا أيضا يتابعون الفعاليات الرياضية التي تقام في هذه القاعة؛ مثل: بطولة التايكواندو والكاراتية والمباريات التي تقام طوال الأسبوع.

يوم الأحد هو يوم إجازة رسمية، وكُنا نجتمع في هذه القاعة ابتداءً من الساعة الرابعة عصرا وحتى السابعة مساءً؛ بمعنى كنا نستأجر القاعة لمدة ثلاث ساعات، وكنا كطلاب نجتمع في مقهى العربي ومقهى الوزاني كنقطة تجمع، ثم نشق طريقنا مشيًا على الأقدام ونشق ساحة بلاص بوركون نحو القاعة.

الذهاب إلى قاعة ابن ياسين يعدُّ حدثا أسبوعيا، وأذكر مسؤول القاعة كان يُدعى مصطفى، يجهز القاعة قبل وصولنا، وكان يرافقه ابنه الصغير الذي نشركه في المباريات.

كانت القاعة واسعة، وبها مدرجات، ونحن كطلاب كنا نقسم اللعب إلى قسمين: فريق يلعب كرة الطائرة في النصف الأول من الوقت، وبقية الطلاب يجلسون في المدرجات كمتفرجين. وبرز بعض الطلاب في كرة الطائرة؛ أذكر منهم: الأخ هلال الوهيبي، الذي كان يقود الفريق، وصالح سليم، واللذان يتنافسان دوما ويتقاسمان الفور.

وبعد ختام مباريات كرة الطائرة، يبدأ فريق كرة القدم في الاستعداد لنزول الملعب، وتشهد المباريات حماسا كبيرا بين الطلاب؛ وكان بعض الطلاب الدارسين في مصر ولندن والأردن، ممن يأتون لزيارتنا، يُشاركوننا في المباريات، وأذكر منهم اللاعب ماجد الوهيبي وسيف الطوقي وعلي المحروقي ومحمد المرهوبي...وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة لعدهم. وقد برز بعض الطلاب بتفوقهم في لعب كرة القدم، وأذكر منهم سعيد جداد ومحمد جداد وعبدالله بن سليم الوهيبي وفؤاد عجزون وهاشم السعيدي وأحمد المعمري وسليمان المحروقي وناصر الوهيبي ويعقوب الجرداني، وكان هناك أيضا أفراد من السلك الدبلوماسي يشاركوننا هذه المباريات منهم الأخوة أحمد العجمي وناصر الحسني (أبو منذر).

ومن ذكريات قاعة ابن ياسين، أننا نظَّمنا بطولة طلاب الجاليات من طلاب العرب، وطلاب السلطنة هم من نظموا هذه البطولة، وقد كان الأخ الصديق الدكتور فيصل بن عبدالله الفارسي رئيس لجنة تنظيم هذه البطولة، وقد استطاع -بتشجيع من أعضاء السفارة؛ ومنهم: الدبلوماسي أحمد العجمي- بنجاح تنظيم البطولة التي كانت واحدة من أهم البطولات، وشارك فيها معظم طلاب الجاليات العربية من السلطنة واليمن والأردن والسودان وموريتانيا وفلسطين، وفريق لطلاب دول مجلس التعاون، وأذكر أنه تأهل للمباراة النهائية فريق طلاب السودان والأردن، ونحن حققنا المركز الثالث، وأقيمت المباراة تحت رعاية السفير الإماراتي، وشهدت حضورا كبيرا ليس فقط من فرق الجاليات العربية، بل من الجمهور المغربي المُحِب لرياضة كرة القدم.

قاعة ابن ياسين تحملُ ذكريات جميلة لكافة الطلاب العمانيين الدارسين في المغرب منذ مطلع الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات. وحسب ما أخبرني أحد الأخوة أنَّ قاعة ابن ياسين كانت مُلتقى طلاب الرباط لعدم وجود نادٍ لهم؛ فكانت القاعة بمثابة نادٍ يجتمع فيه الطلاب نهاية الأسبوع (يوم الأحد).

حيث كانت إجازة يوم الأحد بالنسبة للطلاب العمانيين مفيدة ومهمة في نفس الوقت؛ حيث فرصة للالتقاء والتجمع وبعض الطلاب يأتون من فاس وحتى مراكش من أجل هذا التجمع الجميل.