البحيرات الوردية بالجازر.. كنز بيئي عالمي

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

‏تقعُ البحيرات الوردية في ولاية الجازر، وهي إحدى الولايات التابعة لمحافظة الوسطى، إنَّها إحدى عجائب الخالق في هذا الوطن الجميل.

إذا نظرت إليها من السماء ستظهر وكأنها وردة حمراء اللون تقبع بين البحر والصحراء.. قد لا يعلمُ البعض أن العالم بأسره به فقط 10 بحيرات وردية، وأنَّ البحيرات الوردية في الجازر تقع ضمن هذه القائمة النادرة في العالم والتي تعد كنزا بيئيا نادرا.

‏والجدير بالذكر أنَّها نقطة عبور والتقاء للعديد من الطيور المهاجرة ومقر لطائر الفلامنغو الشهير.

استطاعت الدول التي لديها هذه البحيرات أن تستغلها استغلالا أمثل؛ من خلال تصنيفها كمَعْلَم سياحي نادر عالميا، وقاموا بتطوير هذه المواقع التي تحتضنها لتكون معالم سياحية عالمية تجذب إليها السياح من شتى بقاع العالم.

‏ونحن هنا في عُمان لدينا بحيرات وردية نادرة بحاجة إلى أن يتم استثمارها سياحيا؛ وذلك لعدة أسباب.. منها:

1- البحيرات أخذت في الاضمحلال، وهناك احتمال أنها تختفي بسبب المد المائي والرملي فقد يؤدي ذلك إما إلى طغيان ماء البحر أو رمال الصحراء بطريقة او أخرى؛ لذا سيعمل أي استثمار سياحي على إيجاد بدائل بيئية لاستدامة تلك البحيرات.

2- تسميتها بمسميات سياحية مثل متنزه أو منتجع البحيرات الوردية pink Lakes resort or pink lakes park.

3- إعادة تخطيط المنطقة المحيطة بالبحيرات تخطيطا عمرانيا جديدا لتصبح مستعدة وجاهزة للاستثمار.

‏وكما هو معلوم لدينا فإنَّ محافظة الوسطى بها العديد من شركات النفط التي تعمل بحقول النفط المتواجدة بالمحافظة، وكبادرة من المبادرات المجتمعية لتلك الشركات نقترح أن تتولى تحويل وتمويل مشروع إعادة تخطيط المنطقة، وكذلك إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية السياحية لاستثمار الموقع، على أن تقوم بإعداد تصور آخر للبحيرات من خلال ‏landscape.

‏والذي سيحتوي على نسق خاص بها؛ وهي بادرة أولية ولدينا في تجارب الدول التي تحتضن مثل هذه البحيرات نماذج عديدة، وبالإمكان الاستعانة بخبراتهم، أو حتى نسخ تجاربهم لكي تتناسب مع بيئتنا العمانية.

... إنَّ النفع الذي سيعود على الولاية والمحافظة من خلال وضعها على خريطة السياحة العالمية لهو أمر في غاية الأهمية لتتضافر جهود كل الجهات الرسمية والخاصة مع وزارة التراث ‏والسياحة وهيئة البيئة وشركات البترول العاملة بالمحافظة، مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، على أن تتولى المحافظة والولاية قيادة هذه المبادرة، والتي بلا شك ستكون إحدى الإنجازات العالمية لهذا المعلم، بل الكنز البيئي العماني، تلك البحيرات هي وردة الصحراء، والتي ستخلق أنشطة اقتصادية متنوعة بالولاية والمحافظة.

عندما تمنحنا الطبيعة تميُّزًا، فإنه يتوجب ان نؤهل هذا التنوع والتميُّز البيئي ليعود بالنفع على كافة مناحي الحياة.